Strong>تشهد المنطقة نشاطاً أميركياً استثنائياً تواكبه دمشق بإشارات انفتاحية، بينما يستعد الأتراك لتحديد الساعة الصفر لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية ــ السوريةلا يزال مسار العلاقات الإسرائيلية ــ السورية المتوقف، يشهد استعدادات لإعادة إحياء تبدو قريبة، يمسك بمفاتيحها من جديد، الوسيط التركي. فبعدما كشفت أنقرة ودمشق أنّ القيادة السورية أوكلت إلى الأتراك إبلاغ الأميركيين والإسرائيليين استعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة المتوقفة منذ كانون الأول الماضي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، بوراك أوزوغيرغين، أمس أن بلاده تنتظر إشارة من دمشق وتل أبيب للعمل على استئناف المحادثات، «لكنها لم تتلقَّ شيئاً منهما بعد».
وربط أوزوغيرغين بين وصول المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، مساء اليوم إلى العاصمة السورية، وملف استئناف المفاوضات مع الدولة العبرية، معرباً عن ثقته بأنّ ميتشل سيتناقش مع الأتراك في هذا الموضوع بعد عرضه مع حكام دمشق.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يان كيلي، إن زيارة ميتشل إلى سوريا هي متابعة للزيارتين السابقتين اللتين قام بهما القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ومسؤول ملف الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابيرو إلى دمشق في السابع من آذار وأيار الماضيين. وأشار إلى أن محادثات ميتشل في سوريا التي تدوم يومين، ستكون «استكشافية» بشأن السبل التي يمكن أن تؤدي إلى «اتفاق للتوصل إلى تسوية سلمية شاملة للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي».
في هذه الأثناء، جزم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بأن الولايات المتحدة سترفع في المستقبل القريب العقوبات التي تفرضها على سوريا، وأنها ستعيّن سفيراً لها لدى دمشق. وقال، في مؤتمر صحافي أعقب لقائه بالرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم في دمشق: «لا شك لدي في أن الرئيس (باراك) أوباما يريد أن تكون هناك علاقات كاملة مع سوريا قائمة على أساس التعاون، وهذا الأمر يعني رفع العقوبات في المستقبل ويعني أيضاً تعيين سفير أميركي في دمشق». وأعرب عن اعتقاده بأنّ «واشنطن سترد بما هو مناسب على كل مبادرة إيجابية تتخذها سوريا». وفي إطار متصل بخط تل أبيب ـــــ دمشق، أشارت مصادر مصرية رسمية إلى معلومات بحوزتها تؤكّد أن إسرائيل «قد تتجه إلى تسريع وتيرة مفاوضاتها مع سوريا لفك طوق العزلة الدولية حولها، على اعتبار أن هذا المسار أسهل من ملف المفاوضات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينيية».
وأشارت المصادر إلى «الأخبار»، أنه «إذا حاول (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو التحرك باتجاه دمشق، فلا يجب على السوريين التجاوب معه، لأنه في هذه الحالة، لن يستهدف بالفعل التوصل إلى اتفاق، بل إرباك إدارة أوباما من طريق تفكيك موقفها القوي والمتمثل في رفض الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة».
(الأخبار)