تعزّزت التقديرات في الأوساط الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يتخذ مواقف مباشرة، في خطابه في جامعة بار إيلان غداً، تؤدي إلى إحراج اليمين المتطرف وإخراجه من الحكومة
علي حيدر
أعرب اليمين الإسرائيلي المتطرف المشارك في الحكومة، عن ارتياحه من الخطاب السياسي المرتقب لبنيامين نتنياهو في جامعة بار إيلان يوم غد. وأكد رئيس كتلة «البيت اليهودي» اليمينية المتطرفة، دانيال هرشكوفيتس، أن رئيس الوزراء «لن يغيّر جلده ولا يزال متمسكاً بمبادئه القومية»، في إشارة إلى عدم تبنيه المباشر والواضح حلاً قائماً على أساس الدولتين.
وأضاف هرشكوفيتش إن «منع النمو الطبيعي في المستوطنات سيكون خطوة غير أخلاقية لا نستطيع التسليم بها، كما أن صيغة الدولتين لشعبين ليست واقعية، وتتناقض مع مواقف الليكود».
وجاء كلام هرشكوفيتس بعد لقائه على رأس وفد من كتلته نتنياهو، الذي يقوم بجولة مشاورات تمهيداً لخطابه المرتقب في جامعة بار إيلان، في ظل ضغوط يمارسها وزراء اليمين، بمن فيهم وزراء حزب «شاس» الحريدي، وعدد من وزراء «الليكود» من أجل عدم الرضوخ لمطالب إدارة باراك أوباما، عبر تبني صيغة حل يقوم على أساس الدولتين على المسار الفلسطيني وتجميد البناء في المستوطنات.
وأوضح عضو الكنيست عن كتلة «البيت اليهودي»، زبولون اورليف، «خرجت من اللقاء مع نتنياهو أكثر اطمئناناً مما دخلت، وكوّنت انطباعاً بأنه لن تكون هناك هزة أرضية» بعد خطاب نتنياهو. كما لفت إلى أن رئيس الوزراء الحالي «ليس مثل (إيهود) أولمرت و(أرييل) شارون»، في إشارة إلى أن الأخير أمر بالانسحاب من قطاع غزة، فيما الأول فاوض السلطة الفلسطينية على قضايا الحل الدائم. وتابع أن كتلته أوضحت لنتنياهو أن موافقته على حل الدولتين ستمثّل «تجاوزاً لخط أحمر إيديولوجي».
وفي إطار المشاورات نفسها، التقى نتنياهو أيضاً وزراء وأعضاء كنيست من كتلة «شاس الحريدي»، الذي قال رئيسه، وزير الداخلية إيلي يشاي، إن «ثمة أهمية مصيرية للحفاظ على نمو طبيعي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفي الوقت نفسه الامتناع عن الصدام مع الولايات المتحدة». وأكد مسؤولون رفيعو المستوى في «شاس» أنه إلى جانب مشكلة المستوطنات، «ينبغي مطالبة الفلسطينيين بمكافحة الإرهاب، ووقف التحريض والاعتراف بإسرائيل دولةً يهودية».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو التقى سرّاً الأديبين الإسرائيليين دايفيد غروسمان وأيال ميغيد في إطار المشاورات التي يجريها قبيل خطابه. وأشارت إلى أن «رئيس الوزراء اتفق مع الأديبين، وخصوصاً غروسمان المعروف بمواقفه المعارضة تماماً لنتنياهو».
ويقدّر سياسيون التقوا في الأيام الأخيرة نتنياهو أنه سيدعو الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبّقة، وسيعلن التزامه بخريطة الطريق التي تعترف بحق السلطة الفلسطينية بإقامة دولة. كما سيدعو إلى سلام إقليمي وسيتناول التهديد النووي الإيراني.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد أكدت قبل يومين أن رئيس الحكومة لا يزال يجهل ماذا سيقول في خطابه المرتقب، وأنه لا يزال في حيرة من أمره، في ظل الآراء المتعارضة التي يقدّمها إليه المقربون منه، ويجد صعوبة في اتخاذ القرار. وتوقعت الصحيفة أن ينعكس هذا التخبط في خطابه المرتقب. ونقلت الصحيفة عن مقربين منه أنه لا يزال متوتّراً، وأنه لا ينوي الكشف عن مضمون خطابه قبل الأحد لمنع حصول تسريبات.