محمد سعيدأعلن السفير الفلسطيني في الأردن، عطا الله خيري، أمس، أن اللجنة المركزية لحركة «فتح» التي اجتمعت على مدى يومين في عمّان قررت عقد المؤتمر السادس للحركة في الرابع من آب المقبل في الداخل الفلسطيني، وذلك بعدما كان الرئيس محمود عباس قرر عقده مطلع تموز المقبل في الداخل، وهو ما أثار استياء أعضاء «فتح» في الخارج.
قرار الرابع من آب، الذي يصادف ذكرى ميلاد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، اتخذ بعدما شهدت اجتماعات عمان مصالحة بين عبّاس وأمين سرّ حركة «فتح» فاروق القدومي. وكانت اللجنة المركزية لحركة «فتح» استأنفت أول من أمس اجتماعاتها في العاصمة الأردنية لليوم الثاني على التوالي بمشاركة أعضائها كافة، بمن فيهم عباس، الذي يحضر للمرة الأولى هذه الاجتماعات منذ نحو ثلاث سنوات.
وقالت مصادر فلسطينية إن اللجنة بحثت موضوعات الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني ومؤتمر الحركة السادس، إضافة إلى عدد من الموضوعات الخلافية داخل الحركة الخاصة ببعض المواقف السياسية.
وأشار أبو مازن وأمين سر الحركة فاروق قدومي (أبو اللطف) إلى أن أجواء إيجابية توافقية قد سادت اجتماعات يوم الجمعة، التي تناولت معظم المبادرات التي يطرحها أعضاء اللجنة بما فيها طروحات كل من القدومي وعباس، وخصوصاً في الجلسة الموسعة بحضور قيادات «فتحاوية» من خارج اللجنة المركزية للتداول في جداول الأعمال السياسية وما يخص ترتيب «البيت الفتحاوي».
وكان أبو مازن قد وصل إلى عمان يوم الخميس الماضي بعد وصول أبو اللطف، الذي يتولى أيضاً منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير.
وكان أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» سليم الزعنون وأحمد قريع ومحمد راتب غنيم قد قادوا جهود الوساطة لمصالحة أبو مازن وأبو اللطف، الذي انضم إليه في موقفه أعضاء في اللجنة المركزية، مثل محمد جهاد العموري ونصر يوسف. وأكدت مصادر مطلعة وجود إشارات إيجابية بالتوافق على مختلف القضايا الداخلية للحركة. غير أن المصادر ذاتها أكدت أن جهود الوساطة لم تضع حداً للخلافات والتباينات في الرأي التي لا تزال عالقة بين الطرفين.
يذكر أن جهوداً مضنية قد بذلت أخيراً لعقد الاجتماع ومحاولة رأب الصدع المتراكم في العلاقة بين أبو مازن وأبو اللطف، قطبي الخلاف داخل «فتح».
وأوضحت المصادر أن اجتماع اللجنة في عمان، الذي وصفته بأنه «مهم»، يأتي لبحث مكان انعقاد المؤتمر السادس للحركة والتصديق على الوثائق التحضيرية للمؤتمر، والتي كانت اللجنة التحضيرية، التي يترأسها محمد غنيم، قد أنجزتها أخيراً.
وقال رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي، عضو مجلسها الثوري عزام الأحمد «أمام اللجنة جدول أعمال حافل يتضمن بحث الوضع السياسي الراهن وآخر التطورات في الساحة الفلسطينية، إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بمنظمة التحرير والحوار الوطني المقرر استئنافه قريباً في القاهرة». وأوضح أن «مباحثات اللجنة تتناول أيضاً المسائل المرتبطة بانعقاد المؤتمر العام السادس للحركة»، لافتاً إلى أن «الاجتماعات المتواصلة للجنة تأتي لإجراء المزيد من المشاورات والمباحثات بشأن انعقاد المؤتمر، إضافة إلى بحث القضايا المهمة الأخرى».