مزج الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أمس، بين الاعتراف بعدم شرعية مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، وإطلاق التوقعات «الأبدية» التي جزم فيها بأنّ المستوطنات الصهيونية الواقعة جنوبي القدس المحتلة ستبقى خاضعة لـ«سيطرة إسرائيل دائماً».وقال كارتر، خلال زيارة نادرة إلى مستوطنة «نيفيه دانيال» في «غوش عتصيون» في الضفة الغربية المحتلة: «لا أتصور أن تتخلّى إسرائيل يوماً عن هذه المنطقة الاستيطانية أو أن تنقل إلى الأراضي الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ هذا القطاع «جزء من المستوطنات القريبة من حدود 1967 التي ستبقى هنا إلى الأبد».
وجاءت «توقعات» كارتر خلال جولة نظّمها له رئيس مجلس «غوش عتصيون»، شاوول غولدشتاين، الذي جزم بأنّ المستوطنات جزء «من وطننا التاريخي، لكننا نعترف بحق أشخاص آخرين في العيش إلى جانبنا. نؤمن بحقوق الإنسان ونعاني عندما يعانون (الفلسطينيون)».
ورداً على هذا الكلام، اكتفى كارتر بالإعراب عن أمله أن «نرى في المستقبل اتفاقاً بين إسرائيل والشعب الفلسطيني لإرساء السلام». كلام يبدو أنه دفع بغولدشتاين إلى السعي لتقديم شرح لضيفه عن تاريخ الجالية اليهودية في «غوش عتصيون» قبل قيام دولة إسرائيل في عام 1948، وسرد مفصّل عن «المشاريع المشتركة الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية في المنطقة».
وفي السياق، نشرت صحيفة «هآرتس» مقابلة مع الرئيس الأميركي الأسبق، الذي زار الأراضي المحتلة من ضمن جولة شرق أوسطية سبق أن بدأها في بيروت ويكملها غداً في قطاع غزة.
ورأى كارتر أنّ الدولة العبرية «تتجه مباشرة إلى مواجهة مع حليفها الأميركي بشأن قضية الاستيطان في الضفة الغربية ما لم تضع لها حدّاً». ورداً على سؤال عمّا إذا كانت تل أبيب تتجه نحو «تصادم مباشر» مع واشنطن بشأن هذا الموضوع ما لم تستجب للمطالب الأميركية، أجاب كارتر بـ«نعم». وأشار إلى أن المستوطنات اليهودية في الضفة «هي غير شرعية، وتمثّل العقبة الرئيسية على طريق عملية السلام في الشرق الأوسط».
وفي ردّ مسبق على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رأى كارتر أن «مبدأ الدولتين لا يقارن بالمستوطنات». ودعا نتنياهو إلى تخفيف الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة. ولفت كارتر إلى أنّ «أخطر شيء بالنسبة إليّ هو المعاملة السيئة للناس في غزة الذين يموتون حقاً من الجوع، وليس لديهم أي أمل في الوقت الراهن». وأضاف: «إنهم يعاملون على أنهم همج. وتخفيف معاناتهم ببعض الإجراءات سيكون على ما أعتقد أهم ما يمكن أن يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي».
(أ ف ب، يو بي آي)