ترى إسرائيل في إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد مشكلة، وتعاظماً للتهديد الايراني، وتدعو الولايات المتحدة والعالم الحر إلى تقويم سياساتهما، بشأن برنامج طهران النووي
يحيى دبوق
علّق وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مشيراً إلى أن النظام الإيراني «يثير في وجه المجتمع الدولي مشكلة، ليس لها طابع شخصي، بل هي مشكلة سياسية»، مضيفاً إنه «في ظل استمرار السياسية الإيرانية، وخصوصاً بعد فوز نجاد، يجب على الأسرة الدولية مواصلة العمل بحزم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ومنعها من دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط».
وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، إن «نتائج الانتخابات الإيرانية تتفجّر في وجه أولئك الذين ظنوا أن طهران تؤسّس لحوار حقيقي مع العالم الحر»، داعياً «الولايات المتحدة والعالم إلى إعادة تقويم سياساتهما تجاه إيران، ذلك أن نتائج الانتخابات الإيرانية تبعث برسالة واضحة أن هناك تأييداً واسع النطاق للسياسة (الإيرانية) الحالية، التي سوف تظل كما هي، من دون تغيير».
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة «هآرتس»، أمس، إنه «دون شك، جرت فبركة انتخابات الرئاسة الإيرانية، إذ إن النتائج لم تكن منطقية»، مضيفاً إنه «لا يعقل أن أحمدي نجاد حصل على تأييد واسع كهذا من الجولة الأولى» للانتخابات، بينما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها «نريد أن نرى انقلاباً سريعاً في إيران وتغييراً للحكم، من دون سفك دماء».
وأشار مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «إسرائيل تعدّ فوز أحمدي نجاد أمراً جيداً، إذ إن وجوده في الحكم يسهّل على إسرائيل إدارة الحملة الهادفة إلى صدّ البرنامج النووي الإيراني». وأضافوا إن «الفوز، والمواجهات العنيفة في شوارع طهران، سيمدان المساعي التي تقودها وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالطاقة».
وكما كان متوقعاً، حجز الحدث الانتخابي الإيراني مساحة واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي واكبت تطوراته باهتمام بالغ. وتوقف بعض الكتّاب الصحافيّين عند الفائدة التي أتاحها فوز أحمدي نجاد بالنسبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ربطاً بمضمون خطابه السياسي الذي ألقاه أمس. ورأى شمعون شيفر، في «يديعوت أحرونوت»، أن «نجاد سيؤدي دوراً كبيراً في خطاب نتنياهو، ويتيح له الفرصة للحديث عن الواقع الوحشي الذي تواجهه إسرائيل والمخاطر الوجودية المحدقة بها».
ورأى خبير الشؤون الإيرانية، دافيد مناشري، في مقابلة مع موقع «يديعوت» أن «نتائج الانتخابات الإيرانية سقطت في أيدي نتنياهو كفاكهة ناضجة». وأضاف «لقد تولّدت هنا ظروف جيدة لشرح موقف إسرائيل ضد إيران بطريقة تتيح إصغاءً إليه في العالم أكثر مما لو كان (مير حسين) موسوي هو الفائز».
من جهته، دعا محلل الشؤون الأمنية في الموقع نفسه، رون بن يشاي، المسؤولين الإسرائيليين إلى التريث وضبط النفس في إبداء ارتياحهم لبقاء نجاد على رأس السلطة في طهران. وإذ أقر الكاتب بأن الرئيس الإيراني يعدّ «ذخراً إعلامياً وسياسياً بالنسبة إلى الغرب عموماً وإسرائيل خصوصاً»، شدد على القلق الذي يجب أن تثيره نتائج الانتخابات «لأنها تكشف مدى رسوخ النظام في إيران، وتظهر إلى أي حد يحظى هذا النظام، وبالأخص سياسته النووية بالدعم الشعبي».
وخلص بن يشاي إلى أنه في ضوء إعادة انتخاب نجاد «سيكون صعباً جداً، أو حتى مستحيلاً، على الولايات المتحدة والغرب تغيير السياسة النووية لإيران بواسطة ضغط خارجي ناعم (عقوبات) أو حتى عملية عسكرية دولية منسقة، ولذلك ينبغي للغرب، وخصوصاً إسرائيل، الاستعداد الآن لردع فعّال وموثوق به ضد إيران نووية».
وفي «هآرتس»، حاول مراسل الشؤون العربية، تسفي بارئيل، الإجابة عن التساؤلات بشأن عدم فوز المرشح الإصلاحي موسوي. وكتب يقول إن «الإيرانيين، كما الإسرائيليّون، لا ينتخبون وفقاً لطموحات الديموقراطيات الأخرى».