«حماس» تتّهم «ميليشيا عبّاس» بالاغتيال... ولقاء مع «فتح» في 28 الجاري غزة ــ قيس صفدي
حادثة موت جديدة تلقي بظلالها على محاولات رأب الصدع بين حركتي «فتح» و«حماس»، بعد إعلان مصادر أمنية في الضفة الغربية فجر أمس، وفاة المعتقل لدى جهاز الاستخبارات العامة، الممرض هيثم عبد الله عمرو (28 عاماً)، منذ أربعة أيام خلال محاولته الهرب والقفز من الطابق الثاني. إعلان قابلته «حماس» بنفي احتمال الهرب، تبعته موجة من الاتهامات لـ«ميليشيا فتح»، في وقت يستعد فيه الطرفان للقاء جديد في 28 الشهر الجاري، تمهيداً لإنهاء الانقسام.
أسباب الوفاة التي أشارت إليها المصادر الأمنية قوبلت برفض المتحدث باسم الأجهزة الأمنية في الضفة العميد عدنان الضميري الذي انتقد «التسرع في كشف أسباب الوفاة». وقال إنّ «الجثة عُرضت على الطب الشرعي وأُلّفت لجنة تحقيق في الحادث». وأكد أن «الأجهزة الأمنية تتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة أي موقوف لديها، وسيُعلَن سبب الوفاة كما هي بكل أمانة فور وصول تقرير الطب الشرعي».
من جهتها، اتهمت «حماس» أجهزة الأمن في الضفة «بتعذيب عمرو، الناشط في صفوفها، واعتقال 14 ناشطاً في أنحاء متفرقة من الضفة». وقالت، في بيان، إن «عمرو استُشهد جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له في أقبية التحقيق في سجون ميليشيا (الرئيس محمود) عباس في الخليل، ليلحق بالشهيدين مجد البرغوثي ومحمد الحاج». ورأت أن «محاولة ميليشيا عباس التغطية على جريمتها بالادعاء أن الشهيد قد حاول الهرب، أو الحديث عن تأليف لجنة تحقيق، محاولة فاشلة للتغطية على هذه الجريمة البشعة». وحمّلت كتلة «حماس» البرلمانية عباس مسؤولية قتل عمرو، مطالبة «مصر، راعية الحوار الوطني، بتحديد موقفها من هذه الجريمة». ودعت إلى تعليق الحوار باعتبار أن «الحوار مع القتلة مضيَعة للوقت». في السياق، وصف المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم الحادث بأنه «جريمة»، مضيفاً أنها بمثابة تأكيد على «أن ما تقوم به ميليشيا عباس وفياض في الضفة ليست أحداثاً عابرة أو عشوائية، بل ثمة مشروع استئصاليّ واجتثاثيّ لحماس».
ودعا برهوم مصر والفصائل الفلسطينية إلى أن تقول كلمتها «وتضع فتح عند مسؤوليتها، وإما أن تكون مع الحوار، أو أن تعلن مصر والفصائل مسؤولية فتح عن تدمير كل الجهود المبذولة باتجاه المصالحة».
من جهته، أكد عضو لجنة المصالحة عن «حماس» في غزة، النائب إسماعيل الأشقر، أن «جريمة اغتيال عمرو تدلّ على أن أجهزة الضفة تخضع للإملاءات الصهيونية لاستئصال المقاومة»، فيما قال النائب عن الحركة في الخليل، سمير الحلايقة، إن «حكومة رام الله يجب أن تظهر أنها حريصة على حياة الناس لا على حياة الإسرائيليين».
وفي السياق، أعلن رئيس وفد حركة «فتح» إلى الحوار الوطني الفلسطيني، أحمد قريع، لصحيفة «الأيام» الفلسطينية، أن «جلسة بين حركته وحماس ستعقد في القاهرة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وستبحث القضايا الباقية لإنجاز اتفاق المصالحة»، مشيراً إلى أن «الإخوة المصريين يتدخلون بكل ثقلهم». وأضاف أنه سيتبع اللقاء دعوة الأمناء العامين للفصائل في الخامس من الشهر المقبل، على أن يُوقَّع اتفاق إنهاء الانقسام يوم السابع من تموز».
إلاّ أن القيادي في الحركة الإسلامية محمود الزهار ردّ بأنه «يمكن التوصل إلى اتفاق في السابع من تموز المقبل، في حال تخلي فتح عن هدفها بإخراج حماس من الساحة السياسية». وأكد أن «حماس ستقبل بنتائج أي انتخابات نزيهة، ولن يستطيع أحد أن يتجاوزها قبل الانتخابات ولا بعدها، فهي رقم صعب في المعادلة ومن يتجاوزها فسيخسر».

وأضاف عمرو أن «رؤية أوباما للسلام القائم على حل الدولتين، تضع رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة (بنيامين نتنياهو) في موقف حرج، والمخرج الوحيد للتهرب هو استمرار حالة الانقسام الداخلي، ولذلك فإن إصرار حماس على مواقفها يمثّل طوق نجاة للحكومة الإسرائيلية».
(الأخبار)