انضمت أوروبا إلى الولايات المتحدة في الترحيب بخطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية من دون سيادة، واعتبرته «خطوة إلى الأمام» لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، فيما فضّلت موسكو إبداء تحفّظها على الخطاب الذي اشترط الاعتراف بيهودية الدولة العبرية.وقال وزير الخارجية التشيكي جان كوهوت، متحدثاً نيابة عن الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي، خلال وصوله إلى اجتماع وزراء خارجية أوروبا في لوكسمبورغ، «من وجهة نظري، إنها خطوة في الاتجاه الصحيح». لكنه أضاف «بالطبع هناك عدد من العناصر التي تستوجب الشرح، لكنّ قبول الدولة الفلسطينية موجود».
كذلك قال وزير الخارجية السويدي كارل بلدت، الذي تتسلم بلاده رئاسة الاتحاد في أول تموز، إن «حقيقة أنه نطق بكلمة دولة هي خطوة صحيحة إلى الأمام». وأضاف «عما إذا كان ما ذكره يمكن تعريفه بدولة فهذا موضع نقاش».
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أشاد، في بيان، بـ«الأفق الذي رسمه» رئيس الوزراء الإسرائيلي لـ«دولة فلسطينية». وقال إن «فرنسا مقتنعة بأن ذلك لمصلحة إسرائيل وأمنها». وأكد أن «فرنسا مع شركائها الأوروبيين والولايات المتحدة يعملون معاً لاستئناف مسيرة السلام وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة وديموقراطية، في أقرب وقت، تعيش في أمان وسلام إلى جانب إسرائيل». ورأى أن «من الضروري الآن أن يحدد الطرفان حدود هذه الدولة الفلسطينية ويعالجا كل المسائل المتعلقة بالوضع النهائي، وخصوصاً وضع القدس والحدود ومسألة اللاجئين».
كذلك دعت أوستراليا إلى محادثات سلام في الشرق الأوسط بعدما أعلن نتنياهو تأييده لإقامة دولة فلسطينية. وقال وزير الخارجية ستيفن سميث «أعتقد أن ما يعكسه خطاب نتنياهو هو أن هناك أساساً لعملية سلام من أجل بدء مفاوضات». وأضاف «لكننا نعرف جميعاً أنه لإحلال سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط هناك عملية تفاوض». ودعا إلى دعم «جهود إدارة الولايات المتحدة في هذا الشأن»، مرحّباً بواقع «أن نتنياهو قال للمرة الأولى إن السلام في الشرق الأوسط يجب أن يرتكز على حلّ الدولتين».
الموقف الروسي جاء مختلفاً عما أصدرته العواصم الأوروبية والأميركية، ورأى مصدر في وزارة الخارجية في موسكو أن تصريحات نتنياهو لا تفتح الطريق أمام تسوية للنزاع. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن المصدر قوله إن «هذه التصريحات تبيّن من دون شك أن الحكومة الاسرائيلية مستعدة للحوار ولكنها لا تفتح الطريق أمام تسوية للمشكلة الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية». وأضاف أن نتنياهو فرض «شرطاً مسبقاً غير مقبول بالنسبة إلى الفلسطينيين بشأن إقامة دولتهم». كذلك رأى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري، عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أن خطاب نتيناهو حمل إشارات غير مشجعة. وقال «على إسرائيل إنهاء الاحتلال وقبول حل الدولتين والالتزام بالتفاوض بشأن كل القضايا الأساسية التي تضم القدس واللاجئين والأمن». وأعرب عن اعتقاده بأن هناك فرصة تاريخية حالية للسلام.
(أ ف ب، يو بي آي)