واشنطن ــ الأخبارجدّد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس الإشادة بالخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معرباً عن سعادته به لكونه تضمّن «تحركاً إيجابياً بشأن حل الدولتين».
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني فجر أمس، إنه «يعتقد عموماً أن الخطاب تقدم بخطوة إيجابية باعترافه بالحاجة إلى قيام دولتين»، مقرّاً بأنه تضمّن أيضاً الكثير من الشروط الخاصة بأمن إسرائيل، والمتعلقة أيضاً بسيادة أراضي الجانب الفلسطيني ووحدتها.
وشدد أوباما على ضرورة أن تكون هناك دولة فلسطينية تستطيع ممارسة مهمّاتها وتحقق الرخاء لشعبها. وقال «إن هذا بالضبط هو المفترض أن تدور حوله المفاوضات». وأضاف إن «ما نراه اليوم هو على الأقل إمكان العودة إلى المحادثات الجادة».
وأوضح أوباما أنه يتعين على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي التحرك على مسارات سياسية صعبة لتحقيق ما سيخدم مصالحهما ومصالح المجتمع الدولي على المدى الطويل. وقال «إن هذا يعني من ناحية إسرائيل وقف الاستيطان»، محذراً من أنه سيكون عقبة أمام تحقيق تقدم قبل أن يستدرك ويقول «بأنه يجري حالياً تفنيد ما سيعنيه ذلك». أما على الجانب الفلسطيني، فأشار أوباما إلى أنه «من ناحية الفلسطينيين، سواء السلطة الفلسطينية أو جماعات أخرى مثل حماس التي تدّعي أنها تتحدث باسم الفلسطينيين، فإن هذا سيعني الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتيقن من الالتزام بالاتفاقات السابقة ووضع نهاية للتحريض والعنف ضد إسرائيل». وطالب أوباما بأن يدعم العرب هذه المرتكزات لأنها ضرورية لأي اتفاق جاد يمكن التوصل إليه، ولأن «مباعث قلق إسرائيل بشأن أمنها تتجاوز الأراضي الفلسطينية إلى جيران يضمرون لها العداء». وجدد أوباما تعهده ضمان أمن اسرائيل، قائلاً إن «الولايات المتحدة ستقف دوماً وراء أمن إسرائيل». كما تعهد أيضاً أن تكون الولايات المتحدة أمينة قدر الإمكان مع أطراف هذا الصراع، لافتاً إلى أن التوصل إلى حل سيتطلب الكثير من العمل والشراكة.
وفي السياق، وصف الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، خطاب نتنياهو بأنه «بادرة انفتاح»، مشدداً على أن لا «بديل منطقياً» عن حل الدولتين. وقال، للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، «يجب أن تعتبروا هذا الخطاب بمثابة بادرة انفتاح»، لكنه حذّرهم من «المبالغة في الرد»، قائلاً «حسب خبرتي بنتنياهو، فقد فعل ما يعتقد أنه يجب أن يفعله كي تتواصل الأشياء ومن دون أن يرتهن كلياً للولايات المتحدة».
كذلك، رحب رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، بالخطاب الذي ألقاه نتنياهو ورأى فيه «خطوة هامة إلى الأمام». وشدد، أمام مجلس العموم، على أن «طريق السلام سيكون طويلاً وشاقاً»، محذراً إسرائيل من أن عليها وضع حد للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية للمساعدة على إحياء عملية السلام.
وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن براون أجرى محادثات هاتفية مع نتنياهو، مضيفة إن «رئيس الوزراء قال إنه يجب عمل المزيد بالنسبة إلى المستوطنات، وإن تجميداً كاملاً للبناء في المستوطنات طبقاً للالتزامات الإسرائيلية في إطار خريطة الطريق هو أمر أساسي لتقدم عملية السلام».
وفي ردود الفعل العربية، استنكر مجلس النواب الأردني الطروحات التي وردت في خطاب نتنياهو، معتبراً أن رؤية الأخير للسلام تكرّس سياسات التطرف الرافضة للتعايش وقرارات الشرعية الدولية. ورأى المجلس، في بيان له، «أن رؤية نتنياهو للسلام تذهب بعيداً جداً في إعادة تكريس عقلية القلعة الصهيونية وسياسات التطرف الرافضة لمنطق الحق والعدل والتعايش والتنكر لقرارات الشرعية والمجتمع الدولي وإرادته الحرة».