يبدو أن الانفتاح في السياسة الأميركية كان أحد أسباب زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إلى غزة، للمرة الأولى في تاريخه، ولقائه رئيس الحكومة المستقيلة، اسماعيل هنية
غزة ــ قيس صفدي
أكد رئيس حكومة «حماس» في غزة، إسماعيل هنية، أن «حكومته توافق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق حدود الرابع من حزيران 1967»، وذلك خلال لقائه الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، الذي أكد دعمه حل الدولتين وأن «تكون القدس عاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية». وقال هنية، في مؤتمر صحافي مشترك مع كارتر، عقب لقاء جمعهما في غزة، إنه «في حال وجود مشروع حقيقي لحل يستند إلى حدود الرابع من حزيران 1967، فإننا سندفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وعن الحوار الوطني، قال هنية: «شرحنا لكارتر رغبتنا وتوجّهنا لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والتوصل إلى توافق وطني وتأليف حكومة توافق وطني». وفي ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، قال هنية «استمعنا من كارتر إلى موضوع الأسرى وقضية (الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد) شاليط حيث تم بحث ذلك خلال لقائه بوفد قيادي يمثل حماس، ونحن في الحكومة نشجع التفاوض من أجل الوصول إلى صفقة مشرفة». كذلك أكد «اهتمام الحكومة بضرورة الحفاظ على تهدئة متزامنة والضغط على إسرائيل لرفع الحصار وفتح المعابر».
و أكد كارتر ضرورة «رفع الحصار وإنهاء معاناة السكان في غزة»، مشدداً على أنه «مع حل الدولتين وأن تكون القدس عاصمة مشتركة». وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، قال: «التقيت ممثلين عن حركتي فتح وحماس، وأتمنى في الوقت القريب أن تتمكن القوى الفلسطينية من التوصل إلى اتفاق والعيش بسلام، وأتمنى إطلاق صراح السجناء في كل من غزة ورام الله». وفي وقت سابق، دعا كارتر «حماس» إلى وضع «نهاية للعنف والقبول باتفاقيات السلام الموقعة، وأن تعترف بحق إسرائيل في الوجود»، فيما طالب «إسرائيل برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والتوقف عن معاملة الفلسطينيين كمتوحشين». وأضاف «أشعر بتحمل جزء من المسؤولية عن ذلك الدمار لأن القنابل التي كانت تدمر القطاع كانت تلقى من طائرات إف 16».
وفي مقر «الأونروا»، وصف كارتر الوضع في غزة بأنه «مروّع». وقال «إنني أفهم هنا أنه حتى الورق والأقلام يتم التعامل معها على أنها تشكل خطراً أمنياً». وأكد أنه «لا يجب النظر إلى مسألة من يسيطر على غزة على أنها عائق»، مذكّراً بمقترح البنك الدولي بأنه «بالإمكان توجيه الأموال من خلال آليات مستقلة ومن خلال وكالات تقوم بالتنفيذ»، مضيفاً أنه «على الرغم من وجود الأموال، فإنه لم يُسمح بإدخال حتى كيس من الاسمنت...».
إلى ذلك، نفت شرطة «حماس» ما نسبته صحيفة «معاريف» إلى مصدر أمني فلسطيني عن أن «الشرطة أحبطت محاولة اغتيال لكارتر بواسطة عبوتين ناسفتين تمت زراعتهما على الطريق التي سلكها موكبه من معبر بيت حانون إيرز إلى غزة».