العلاقات المصريّة الإيرانية تبدو متّجهة نحو المراوحة في التأزيم. وحضور الرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد إلى قمة عدم الانحياز في مصر لا يمكن أن يوضع في حساب تحسّن العلاقات
القاهرة ــ الأخبار
بينما بات من شبه المؤكّد أن يشارك الرئيس الإيراني المنتخب محمود أحمدي نجاد في قمّة عدم الانحياز، التي سيستضيفها منتجع شرم الشيخ في الفترة من 11 إلى 16 من الشهر المقبل، فإن مسؤولين مصريين أعربوا لـ«الأخبار» عن عدم تفاؤلهم بمستقبل العلاقات المصرية ـــــ الإيرانية في عهد نجاد، مشيرين إلى أنه «من غير المقرر عقد قمة ثنائية بين الرئيسين» المصري والإيراني. وأوضحوا «لم يطلب أيّ من الجانبين عقد مثل هذه القمة، ومن غير المعتاد عقد قمم ثنائية على هامش قمة عدم الانحياز».
وأبلغ دبلوماسي إيراني «الأخبار» أمس أن نجاد سيسعى إلى حضور هذه القمة التي ستمثل فرصة سانحة لإجراء حوارات واجتماعات على هامشها مع عدد من القادة المشاركين فى أعمالها. وأضاف «رسمياً، والمتاح هو أنه سيحضر، وسيترأس وفد الجمهورية الإسلامية». وتابع أنه «يريد أن يستخدم المنصة المصرية لتوجيه رسالة مهمة للعرب، أعتقد أنه لن يفوّت تلك المناسبة».
لكن مصادر مصرية مطلعة على كواليس العلاقات بين القاهرة وطهران، قالت فى المقابل إن «دوائر صنع القرار السياسي المصري لا تشعر بالتفاؤل بمستقبل العلاقات الثنائية، في ظل إعادة انتخاب نجاد». وقالت إن الرئيس المصري حسني «مبارك يرفض أن تكون العلاقات المصرية ـــــ الإيرانية مادة للتجاذبات السياسية بين التيارين الإصلاحي والمحافظ»، لافتة إلى أن القاهرة تعتقد أن على الإيرانيين حسم أمورهم أولاً قبل الجلوس إلى مائدة مفاوضات لتطبيع العلاقات.
وأشارت المصادر إلى أن «طهران مسؤولة عن إضاعة العديد من الفرص التي كانت سانحة لتطوير العلاقات الثنائية بسبب التزام السلطات هناك بمواقف التيار المناوئ لعودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل تدهورها منتصف السبعينيات».
وتبادل مبارك ونجاد اتصالات هاتفية ورسائل نادرة، لكنها لم تسفر في نهاية المطاف عن أي اختراق للجمود الذي يسود العلاقات على المستوى الرئاسي بين القاهرة وطهران، علماً بأن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي توصل مع مبارك بعد سلسلة اجتماعات في جنيف إلى شبه اتفاق على تطبيع العلاقات، لكنه أجهض في اللحظات الأخيرة بسبب ما يعتقده المصريون تدخلاً من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي.
وقال مسؤول مصري «وعدنا الإيرانيون أكثر من مرة بإزالة الجدارية الضخمة لخالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، لكن في النهاية صورة الإسلامبولي واسمه لا يزالان يتصدّران أحد أهم شوارع طهران. هذا عبث».
وكان المجلس المحلي لبلدية العاصمة الإيرانية، طهران، قد أعلن أنه قرر إزالة الجدارية وتغيير اسم الشارع إلى محمد الدرة الشهيد الفلسلطيني، في محاولة لإقناع مصر بتطبيع العلاقات مع إيران، لكن الأمور لا تزال على حالها.
وتأخذ السلطات المصرية على إيران التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية ومحاولة التأثير السلبي على بعض دول الخليج العربي.
وتعمقت الخلافات بين مصر وإيران أخيراً بعد إعلان السلطات المصرية كشف خليّة تابعة لحزب الله في مصر، فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أن بلاده «تعارض سياسات إيران في توسيع نفوذها في المنطقة وبسط هيمنتها على منطقة الخليج والشرق الأوسط من خلال ميليشيات وفصائل معروفة»؟
ومع ذلك، فقد أكد عواد أن الإيحاء الذي يشير إلى أن العرب يواجهون مع إسرائيل خطراً مشتركاً أو أنهم في خندق واحد في مواجهة إيران مرفوض. وأضاف «نحن على خلاف مع إيران لأسباب مختلفة تماماً. ونأمل أن تؤدّي إيران دوراً بناءً يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».