القاهرة ــ الأخبارقام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، أمس، بزيارة مفاجئة لمصر التقيا خلالها الرئيس حسني مبارك، حيث قدّما له واجب العزاء في حفيده محمد علاء الذي توفي الشهر الماضي. زيارة كانت مناسبة لبحث تطورات الوضع العربي الراهن في ضوء مقترحات الرئيس الأميركي باراك أوباما لإحياء عملية السلام ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عليها.
وعقدت القمة الثلاثية المفاجئة في مقر الرئاسة المصرية، حيث قالت مصادر إنها بحثت آخر تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى سبل دعم العلاقات بين مصر وكلّ من الجزائر وليبيا.
ويشار إلى أنّ الرئيس الجزائري قد توجّه إلى ليبيا للقاء القذافي قبل أن يتوجّها على متن طائرة واحدة إلى القاهرة في زيارة سريعة تستغرق 24 ساعة لم يسبق الإعلان عنها من قبل.
ورغم أنّ وكالة الأنباء الجزائرية أعلنت وصول الزعيمين الأفريقيين إلى القاهرة لإجراء مشاورات، لكنها لم تفصح عن مضمون هذه المشاورات. في المقابل، أفادت مصادر مصرية وليبية وجزائرية بأنّ المحادثات تطرّقت إلى أهمية بلورة موقف عربي موحّد للرد على الموقفين الأميركي والإسرائيلي تجاه عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تقويم الأوضاع الحالية في السودان والعراق والعلاقات العربية الأوروبية.
ولفت مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني إلى أنّ القمة المصرية الليبية الجزائرية المشتركة ستركز على كيفية تعزيز العلاقات الثنائية والعربية وتحقيق المصالحة العربية وكل القضايا العربية الملحّة.
وجاءت القمة الثلاثية بينما كشف سفير مصر في الجزائر، عبد العزيز شوقي سيف النصر، عن أنه تم التوصل إلى حل أفضى إلى العفو عن مصريين صدر ضدهما حكم بالإعدام بتهمة قتل مواطن جزائري في ليبيا.
ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن شوقي قوله إنه «بعد جهود قامت بها سفارة مصر في الجزائر، بالتنسيق مع السفارة المصرية في طرابلس الغرب ووزارتي الخارجية الجزائرية والليبية على مدى عام كامل، تمّ التوصل إلى حل بقبول أسرة المجني عليه فدية مالية من المتهمين مقابل العفو عنهما».
على صعيد آخر، أصدر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط توجيهات إلى القطاعات المعنية في الوزارة لاتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة للتعامل مع تداعيات مشكلة المواطنين المصريين العالقين على الجانب الليبي من الحدود، بعد بدء الحكومة الليبية بتنفيذ قرار تحصيل الغرامات من مواطني الدول الأخرى المخالفين لقوانين الإقامة.