خطفت المعلومات «الاستخبارية» لوزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، الاهتمام على حساب أنباء اعتقال الرأس المدبر لاغتيال النائب حارث العبيدي، أو الحماسة تجاه حقوق الإنسان التي اشتعلت في نفس رئيس الحكومة نوري المالكيكشف وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أمس، أنّ التقرّب الأميركي من دمشق، «سيُحكم عليه بصورة أفضل من خلال تعاون السوريين مع العراق، لا مع لبنان، لأن ذلك يمثّل لحظة جيدة لتنظيف ساحتهم، كما أن المسلحين لا يزالون يتسلّلون عبر حدودهم رغم أن تعاون سوريا مع العراق هو أفضل من أي وقت مضى».
وكشف زيباري، في مقابلة مع صحيفة «الاندبندانت» البريطانية، أن الوفد العسكري الأميركي الذي زار دمشق في نهاية الأسبوع الماضي بموازاة زيارة الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، طلب من القيادة السورية «إحباط هجوم لتنظيم القاعدة من خلال إحكام السيطرة بصورة أفضل على حدودها مع العراق».
وأوضح رئيس الدبلوماسية العراقية أن «معلوماتنا الاستخبارية تفيد أن البعثيين وتنظيم القاعدة يخطّطون لتصعيد العنف من أجل أن يثبتوا أنهم كسبوا انتصاراً، وأن أبناء المقاومة هم الذين أجبروا القوات الأميركية على الانسحاب». وأشار إلى أن «القاعدة هُزم في العراق، لكنه أعاد تجميع كل قواته لشن هجوم أو هجومين لا أكثر».
وفيما أبدى زيباري دهشته من إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في إيران، جزم بأنّ العراق «سيستمر في مواجهة ضغوط لا تلين من الشرق، لكي يصبح جزءاً من نطاق التأثير الإيراني».
على صعيد آخر، أبدى زيباري تفهمه لقلق الكويت من أن وجود حكومات عراقية أقل صداقة في المستقبل، يمكن أن يلغي الاتفاقات الحالية المبرمة بين البلدين، لأن العراق كبلد «لم يأخذ شكله النهائي بعد سقوط النظام السابق».
في هذا الوقت، أعلنت الشرطة العراقية اعتقال قيادي بارز في «دولة العراق الإسلامية» يُعدّ «العقل المدبر» لتنفيذ عملية اغتيال النائب حارث العبيدي يوم الجمعة الماضي في بغداد. وقال آمر لواء الرد السريع في بغداد، العميد الركن نعمان داخل جواد، «اعتقلنا أحمد عبد عويد، مساعد آمر الجناح العسكري لدولة العراق الإسلامية، وهو العقل المدبر لاغتيال العبيدي في مسجد الشواف».
أما رئيس الحكومة نوري المالكي فقد أمر بتأليف لجنة للتحقيق في قضية سجن الرصافة في بغداد، حيث بدأ نحو 300 معتقل إضراباً عن الطعام، بحسب بيان صدر عن مكتبه. وما جاء في البيان أنّ المالكي «أمر بتأليف لجنة من مكتبه ووزارة حقوق الإنسان، ووزارة الداخلية للاطّلاع على أحوال المعتقلين في سجن الرصافة». كما نفت قيادة عمليات بغداد وفاة أحد المعتقلين أو حصول أي حالات إغماء، لافتة إلى أنّ «جميع المعتقلين بحالة جيدة».
وكان المتحدث باسم التيار الصدري، صلاح العبيدي، قد نقل خبر بدء نحو 300 معتقل إضراباً عن الطعام في أحد سجون بغداد منذ يوم الأحد الماضي، «بسبب المعاملة السيئة، والابتزاز اللذين يتعرضون لهما».
وفي سياق متصل بالتحقيق الحكومي الذي انطلق في لندن بشأن مشاركة القوات البريطانية في احتلال العراق، انتقد القائد السابق للقوات البريطانية أثناء الغزو في عام 2003، الجنرال مايك جاكسون، قرار رئيس الحكومة غوردون براون القاضي بفتح التحقيق، مبدياً استعداده لتقديم أدلة بصورة علنية أمام اللجنة.
ميدانياً، اعترف جيش الاحتلال الأميركي بمقتل أحد جنوده في محافظة نينوى.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)