Strong>لا تزال المواجهات بين الحكومة الصومالية والمعارضة مستمرة وتحصد المزيد من المدنيين، ولكنها شهدت في الأيام الأخيرة تحوّلاً ينذر بالأسوأ مع البدء باستهداف القيادات الحكوميةقُتل وزير الأمن الداخلي الصومالي، عمر حاجي آدم، أمس، في هجوم انتحاري في مدينة بلدوين، أدى أيضاً إلى سقوط عشرات القتلى من المواطنين والمسؤولين الأمنيين والسياسيين، بينهم سفير الصومال السابق لدى إثيوبيا عبد الكريم إبراهيم لاكانيو. ويعتبر أدم أعلى مسؤول صومالي يقتل منذ انتخاب شريف الشيخ أحمد رئيساً للبلاد في نهاية كانون الثاني. ونَفَذَ الهجوم انتحاري فجر سيارته في حرم فندق المدينة في بلدوين على بعد حوالى 300 كيلومتر شمالي مقديشو. وكان في الفندق وفد الوزير الذي يضم مسؤولين حكوميين. وقال أحد مسؤولي الفندق، أحمد عبدي، إن «الوزير قتل في الهجوم الذي خطط له الإسلاميون»، مضيفاً أن «جثته ممددة في بهو الفندق». وأوضح أن الانتحاري فجر سيارته فيما كان الوفد يستعد لمغادرة الفندق. وأعلن مسؤول المحاكم الإسلامية الموالية للرئيس في بلدوين، إبراهيم ماوو، «نحن بصدد التحقيق، لكنّي أؤكد لكم وفاة وزير الأمن الداخلي والسفير السابق»، اللذين ينحدران من بلدوين. وأضاف أن هذا الهجوم مخطط له، وأن «عشرات الأشخاص» يمكن أن يكونوا قتلوا في الانفجار، فيما نقلت قناة «الجزيرة» عن مراسلها في مقديشو أن 50 شخصاً قتلوا في الهجوم.
وتبنّت «حركة الشباب» الهجوم رسمياً. وقال المتحدث باسم الحركة شيخ علي محمود راج، في مقديشو، «شنّ المقاتلون الشباب هذا الهجوم الانتحاري في بلدوين. لقد دخل أحد مجاهدينا بسيارته المليئة بالمتفجرات مبنى حيث كان الكافر مع أعضاء آخرين من مجموعته». وأضاف «لقد قُضي على الكفرة». يذكر أن الوزير كان مسؤول الدفاع في التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال، وأحد الداعين إلى مواجهة الإسلاميين المعارضين وضربهم. وهدد قبل أسابيع «بتنظيف معارضي الحكومة» من المحافظات الوسطى بعد قدومه من إثيوبيا.
من جهته، اتهم الرئيس الصومالي، في مؤتمر صحافي عقده في قصر الرئاسة في العاصمة تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام والقوات الحكومية، تنظيم «القاعدة» بتنفيذ عملية الاغتيال. وقال «لقد كان عملاً إرهابياً وجزءاً من مسلسل العمليات الإرهابية على شعبنا. إن القاعدة تهاجمنا». وأضاف «لقد كان هذا هجوماً انتحارياً ضد مسؤولين رسميين. لقد اجتاح هذه البلاد إرهابيون لا يريدون للعلم الصومالي أن يرفرف فوق هذه الأمة».
(أ ف ب، رويترز، أ ب)