يحيى دبوقعبّرت محافل سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، عن استيائها من أداء رئيس «الموساد» مائير داغان، وتصريحاته الأخيرة في ما يتعلق بملف إيران النووي، وأنها ألحقت الضرر بإسرائيل.
وذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن المسؤولين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تلقوا تصريحات داغان بـ«تعجب ومفاجأة كبيرة»، مشيرة إلى أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن تصريحاته ألحقت ضرراً بإسرائيل، حتى وإن لم تُفهم فهماً صحيحاً، وخصوصاً أن الدولة العبرية تجتهد في السنوات الأخيرة للتحذير من الخطر الإيراني».
وكان داغان قد حدد في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قبل أيام، أن إيران ستملك قنبلتها النووية عام 2014، وأن الإضرابات في طهران ستهدأ بسرعة، ولن تعرّض النظام للخطر.
وأشار مراسل الصحيفة للشؤون السياسية إلى رفض مكتب نتنياهو التعقيب على تصريحات داغان علناً، لكنه شدد على أنهم «يعربون في الغرف المغلقة عن عدم ارتياحهم، وخصوصاً أن تصريحاته حظيت بعناوين رئيسية في وسائل الإعلام العالمية، التي تشكك بالأسس التي تستند إليها سياسة نتنياهو»، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة يبذل كل مساعيه في محاولة للتحذير من الخطر الإيراني، والجدول الزمني الآخذ في التقلص» في ما يتعلق بالمساعي النووية الإيرانية.
وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أنّ «من المبكر الاحتفال بما يجري في طهران، لأن إيران لا تزال هناك، وأجهزة الطرد المركزي كذلك، والإيرانيون لا ينوون التنازل، بل إن تبدل النظام فليس من المؤكد أن سباق إيران النووي سيتوقف»، مضيفة أن «كلاً من بنيامين نتنياهو، و(وزير الدفاع) إيهود باراك، رجعا أخيراً من الولايات المتحدة مسرورين في كل ما يتعلق بالموضوع الإيراني، إذ إن الأميركيين سيخوضون حوارهم مع الإيرانيين، لكنهم يعرفون أن احتمالات نجاحه ضئيلة، إلا إذا تغير النظام».
وتحدث مراسل الصحيفة للشؤون السياسية، بن كسبيت، عن «مصطلح جديد يتغلغل في الغرف الداخلية، في ما يتعلق بمرحلة ما بعد الحوار، وهو مصطلح الإغلاق في مواجهة إيران، ومعناه أن لا حرب ولا قصف، بل عقوبات دولية آخذة بالتصاعد ويُفرض في نهايتها حصار على إيران ويجبرها على الاستسلام».
وأضاف مراسل الصحيفة أن «هذه الخطة بعيدة جداً، وفرص تحققها تلفها الشكوك، لكنها ذات سحر جذاب، فلا مزيد من الاحتلال والقتل والقصف، بل إن حاملات الطائرات الأميركية ستعزل إيران عن العالم وتغلق حدودها وتحولها إلى كوريا شمالية جديدة، وإن لم تسقط التظاهرات الحالية النظام الإيراني، فإن سقوطه سيحدث من خلال ذلك، لكن في الوقت نفسه يثار تساؤل عن كيف نخلق كوريا شمالية جديدة، وما زالت القديمة حية ترزق؟».