مهدي السيّدبرز خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، تناقض بين وزراء حزب «العمل»، ووزراء حزب «الليكود» والأحزاب اليمينية الأخرى، على خلفية الموقف من العملية السياسية بين الدولة العبرية والفلسطينيين.
وذكر مراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جدالاً دار بين الوزراء خلال الجلسة، بعدما كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأكيده على الأسس التي ذكرها في خطابه في جامعة بار إيلان، الأسبوع الماضي، والتي تنص على أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ورفضه الانسحاب من القدس الشرقية وعودة اللاجئين الفسطينيّين.
وعبّر وزراء من حزب «العمل» عن تأييدهم لموقف نتنياهو، وما أعلنه عن طبيعة الدولة الفلسطينية، ودعوه إلى التقدم سريعاً في مسار العملية السياسية مع الفلسطينيين. واقترح وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعزر (العمل)، أن يدعو الرئيس المصري حسني مبارك كلاً من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لقاء تستأنف في أعقابه المفاوضات، فيما قاطع وزير شؤون الأقليات، افيشاي بريفرمان (العمل)، حديث بن اليعزر، وقال إن نتنياهو «ملزم بالتقدم في العملية السياسية على ألا تكون هناك دولة واحدة لشعبين».
وعارض عدد من وزراء حزب «الليكود» والأحزاب اليمينية الأخرى دعوات وزراء حزب «العمل»، ورأى الوزير بيني بيغن (الليكود)، أن «لنا الحق في دولة يهودية، ولنا الحق في مواصلة الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، رغم المطالب الأميركية بتجميد الاستيطان». وقال، تعقيباً على موافقة نتنياهو على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، إنه «لا يمكن أن تقوم دولة من دون أن تمتلك صواريخ، فهذه الصواريخ تأتي بعد قيام الدولة».
أما وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون (الليكود)، فكان أكثر تشدداً في آرائه، وقال «ليس هناك شريك في الجانب الفلسطيني (لمحادثات سلام)، نحن فقط نعطي الجانب الفلسطيني، وفي المقابل لا نحصل منهم على شيء».
بدوره، قال رئيس حزب «البيت اليهودي»، اليميني دانئيل هرشكوفينش، إنه «ينبغي للفلسطينيين أن يقبلوا إسرائيل كدولة يهودية، ومن خلال ذلك يمكنهم أن يظهروا لنا أن نيتهم هي التوجه نحو السلام، لا مواصلة النزاع» مع إسرائيل.
ورأى رئيس حزب «شاس» الديني، وزير الداخلية ايلي يشاي، أنه «يجب علينا أن نعرف وجهة الفلسطينيين، وإذا كانوا صادقين فعلاً، فعليهم أن يكفوا عن التحريض والأعمال الإرهابية، لكن إذا كان مبدأ الدولتين يعني دولة لفتح وأخرى لحماس، فإننا لن نوافق على ذلك».
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن عدداً من وزراء حزب «الليكود» ونوابه، علّقوا على نتائج استطلاع أخير أظهر أن 6 في المئة فقط من الإسرائيليين يرون أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤيد للدولة العبرية. ونقلت عن وزير في الحكومة الإسرائيلية قوله «حتى لو لم يكن في نية أوباما معاداة إسرائيل، فلا يمكن إجراء نقاشات في ذلك»، مشيراً إلى أن «على إسرائيل أن تقوم بخطوات لتثبت أن أميركا ما زالت صديقة حقيقية ووسيطة صادقة».
وقال رئيس الكنيست رؤبين ريفلين (الليكود)، إن «لدى أوباما أجندة جديدة للتقرب من العالمين العربي والإسلامي، وهو ينظر إلى المصالح الأميركية في المنطقة بطريقة تختلف عن سلفه جورج بوش». إلّا أنه تمنّى أن يعيد أوباما السياسات الأميركية السابقة المؤيدة لإسرائيل. وأضاف ريفلين إن أوباما «ليس مؤيداً لإسرائيل، وهذا واضح، إنه يغير مواقف الإدارة الأميركية، لكن أميركا لا تزال الصديقة الأفضل لنا، ولا يسعنا سوى أن نأمل أن يعود الوضع إلى سابق عهده».