روّجت مصادر إعلامية وسياسية مصرية أمس أجواء تفاؤل مفرط تتحدث عن قرب موعد إنجاز صفقة تبادل بين أسرى فلسطينيين والجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بوساطة مصرية. تفاؤل قابله حذر في الإعلام العبري الذي بقي بعيداً عن هذه الأجواء
القاهرة ــ الأخبار
تولّت «مصادر مصرية مسؤولة»، وصحيفتا «المصري اليوم» و«الشروق»، أمس، إشاعة أنّ تنفيذ صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط، في مقابل تحرير عدد من الأسرى الفلسطينيين، بات «قيد التنفيذ»، إثر المحادثات التي أجراها وزير الدفاع إيهود باراك مع الرئيس المصري حسني مبارك واللواء عمر سليمان في القاهرة، أول من أمس، بما أنّ هذه الاجتماعات «نجحت في إعطاء زخم جديد لصفقة تبادل الأسرى».
وقلّلت هذه المصادر من أهمية تصريحات باراك لدى عودته إلى فلسطين المحتلة، التي أشار فيها إلى أنه «لا تطور جديداً في ملف الصفقة»، واضعة هذا الكلام في خانة «إبعاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن التدخل لإفساد الصفقة».
ورأت المصادر المصرية أنّ الصفقة «باتت قيد التنفيذ»، لافتة إلى أنّ ما بقي هو فقط «رفع إسرائيل تحفظها على نحو 20 اسماً وردت في القائمة التي قدمتها في وقت سابق حركة المقاومة الإسلامية حماس» في شرط لإطلاق سراح شاليط.
غير أنّ المصادر نفسها رأت أنه لا يزال من المبكر الحديث عن ترتيبات جارية لنقل شاليط من غزة برعاية الصليب الأحمر ووفد من وكالة الاستخبارات الأميركية».
وبحسب المعلومات، فإنّ السلطات المصرية تضغط لإتمام هذه الصفقة بأسرع ما يمكن «للإسهام في استعادة الثقة المفقودة بين حماس وإسرائيل عبر الوسيط المصري».
وبحسب مسؤول مصري رفيع المستوى، فإن «عرّاب الحوار بين حركتي حماس وفتح»، اللواء عمر سليمان، يسعى إلى إبرام هذه الصفقة قبل الجولة المقبلة من الحوار الفلسطيني المقرّرة في السابع من تموز المقبل. وتابع المسؤول قائلاً: «نريد أن يتم ذلك لأننا بصدد إطلاق مفاوضات فلسطينية ـــــ إسرائيلية جديدة عقب إعلان وقف إطلاق النار دائماً فى الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وفي السياق، نقلت «المصري اليوم» عن مصادرها «المطلعة» في القاهرة، قولها إن وفداً أمنياً مصرياً سيغادر العاصمة إلى غزة، لبحث الترتيبات الأمنية لتسلم شاليط ونقله إلى مصر. وبحسب هذا السيناريو، فإنّ الصفقة تقضي بأنه، فور إعلان القاهرة عن تسلّم شاليط، فإن إسرائيل سوف تفرج فوراً عن عدد يصل إلى 150 أسيراً فلسطينياً. وتابعت الصحيفة أنه سيجري بعد ذلك الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، بعد نقل شاليط من مصر إلى الأراضي المحتلة، وبضمانة مصرية تفرج الدولة العبرية بموجبها عن أكثر من ٤٥٠ أسيراً فلسطينياً. ووفق «المصري اليوم»، تنتهي المرحلة الثالثة من الصفقة بإطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين ليصل عددهم إلى أكثر من 1000.
كذلك جزمت مصادر الصحيفة بأنّ القاهرة حصلت من رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل أثناء زيارته المصرية، الأسبوع الماضي، على ضوء أخضر للتقدم في عملية إتمام التبادل.
ورأت المصادر نفسها أنه «عندما يصل شاليط إلى القاهرة، سيُعدّ ذلك تعزيزاً لثقل مصر الإقليمي ودورها في عملية التسوية، ويساعد كثيراً في تقدم القاهرة للأمام لإنجاز الخطوات التالية»، وفي مقدمتها التوصل إلى تهدئة متبادلة طويلة الأمد ووقف كل العمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وغزة، وتوقيع كل الفصائل الفلسطينية على الاتفاق الذي ينهي الانقسام.
بدورها، رأت صحيفة «الشروق» المستقلة أن الصفقة «دخلت حيز التنفيذ». واستندت في تفاؤلها إلى «مصدر فلسطيني مطلع في غزة»، كشف أنّ «هناك قيادات فلسطينية تنتمي إلى الفصائل التي تحتجز شاليط، ظهرت للمرة الأولى مع مسؤولين مصريين خلال الساعات القليلة الماضية، الأمر الذي يرجح معه أن ساعة الصفر لتنفيذ الصفقة قد بدأت».
في المقابل، كانت أجواء صحيفة «هآرتس» العبرية مختلفة، إذ أوضحت أنّ سليمان أبلغ رئيس هيئة «مبادرة جنيف»، الإسرائيلي يوسي بيلين، أنه لا يزال بانتظار لقاء المسؤول الإسرائيلي عن ملف المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، حاغي هداس، الذي عُيِّن أخيراً بدلاً من سلفه عوفر ديكل.
ووفق «هآرتس»، يرى سليمان «ضرورة تغيير إسرائيل وحماس توجّهاتهما حيال المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى» لكي تُنجَز. ونقل سليمان، عبر بيلين، رسالة إلى نتنياهو، يرى فيها أن استئناف المفاوضات لتحرير شاليط، «أمر مرتبط حالياً بإسرائيل وباستعدادها للتقدم بصيغة مختلفة عن الماضي».