«حماس» تحمّل صمت الأنظمة العربية والسلطة المسؤوليةيحيى دبوققام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عضو حزب «إسرائيل بيتنا» القومي المتطرف، إسحاق أهارونوفيتش، بزيارة نادرة لباحات المسجد الأقصى، ما أثار غضباً واسعاً في صفوف الفلسطينيين. ورافق أهارونوفيتش في الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقاً واستغرقت 90 دقيقة، كلّ من المفتش العام للشرطة الإسرائيلية دايفيد كوهين، وقائد الشرطة في منطقة القدس أهارون فرانكو.
وذكرت تقارير إعلامية أن الوزير الإسرائيلي دخل باحة المسجد من بوابة المغاربة التي تسيطر سلطات الاحتلال عليها منذ بداية احتلال القدس، وسط حراسة أمنية مشددة، واعتلى السور الشرقي للمسجد، وتوقف في المنطقة الجنوبية الشرقية، ثم استمع إلى تقارير من بعض الضباط عن الأوضاع في المكان، قبل أن ينتقل إلى منطقة شمالي قبة الصخرة حيث تقوم الأوقاف الإسلامية بأعمال صيانة، واستمع إلى تقرير من ضباط الشرطة عما يجري من أعمال ترميم كانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت الأوقاف من استكمالها.
وقال المتحدث باسم أهارونوفيتش، تال هاريل، إن الوزير قام بالزيارة لمراجعة انتشار قوات الشرطة في المنطقة، وادّعى أنها جرت بالتنسيق مع السلطات الإسلامية، وهو ما نفاه المفتي العام للقدس الشيخ محمد حسين، الذي قال «ليس له الحق في أن يزور المسجد الأقصى، لأن هذا موقع إسلامي وليس موقعاً يهودياً»، مشيراً إلى أن «هذا الاقتحام قد يؤدي إلى العنف، لأن الزيارة تستفز مشاعر المسلمين. إن هذا بمثابة اعتداء على المسجد الأقصى».
واستتبعت الزيارة ردود فعل فلسطينية مستنكرة، فأصدر العضو العربي في الكنيست، طلب الصانع، بياناً رأى فيه أن «هذه زيارة استفزازية وبائسة. وإذا كان هدف الزيارة هو استفزاز المسلمين ومحاولة إظهار من هو صاحب البيت، فإن الوزير يحاول إشعال حريق، وعليه أن يتحمّل مسؤولية زيارته».
بدوره، وصف المتحدث باسم حركة «حماس» فوزي برهوم زيارة أهارونوفيتش إلى الحرم بأنها اعتداء سافر على المقدسات الإسلامية، وتحدّ لكل مشاعر الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية المرتبطة بالمسجد الأقصى. وحمّل المسؤولية عن اعتداء أهارونوفيتش إلى الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية. وقال إن الزيارة ما كانت لتحدث لولا الصمت العربي الرسمي وصمت السلطة الفلسطينية.
كذلك، استنكرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» بشدة جولة أهارونوفيتش، ووصفتها بـ«الاستفزازية»، وحذرت من أن الدخول الاستفزازي إلى باحة المسجد يمكن أن يعقّد الوضع الدقيق في الأصل.