مهدي السيّدفي الوقت الذي تفتح فيه أوروبا ذراعيها لاستقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا تكلّف حكومة الأخيرة نفسها عناء إخفاء مواجهة المطالب الدولية لوقف الاستيطان، والتي ترد يومياً على لسان المسؤولين الغربيين. وفيما كان «بيبي» يبدأ زيارة إلى إيطاليا، صدّق وزير دفاعه، إيهود باراك، على بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «طلمون» في الكتلة الاستيطانية «بنيامين» الواقعة غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن مخطط البناء الذي صدّق عليه باراك يشمل بناء 60 وحدة سكنية تم إقرارها في فترة ولاية حكومة إيهود أولمرت السابقة و240 وحدة سكنية جديدة سيتم الشروع في بنائها قريباً.
في هذا الوقت، استبق نتنياهو جولته الأوروبية بجملة مواقف قلب فيها الحقائق وجدد فيها التزامه بسياسة الاستيطان من خلال الإعلان بأن الجدل حول الاستيطان مضيعة للوقت وإعاقة للسلام.
وقال «بيبي»، في مقابلة مع تلفزيون «راي- تي في» الإيطالي، إن «الجدل الدولي حول موقف إسرائيل من المستوطنات يعوق تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط»، وميّز بين الاستيطان في الضفة والاستيطان في القدس بقوله إنه «يجب رؤية البناء في المستوطنات في شرق القدس وفي الضفة الغربية كحالتين مختلفتين، لأن القدس جزء لا يتجزأ من إسرائيل». وعن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان، قال رئيس الوزراء «أعتقد أنه كلما ضيّعنا الوقت في الجدل، فنحن نبدد الوقت بدل التقدم في اتجاه السلام». وكرر مواقفه التي أعلنها في خطاب بار إيلان لجهة «الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح»، وضرورة اعتراف الفلسطينيين بـ«الدولة اليهودية».
وعن أحداث إيران الأخيرة، قال نتنياهو «الآن تكشفت الطبيعة الحقيقية للنظام الإيراني... هذا نظام يضطهد شعبه، ويهدد الجميع بالتنكر للمحرقة، وفي دعوته لتدمير إسرائيل، وبالوصاية التي يمنحها للإرهاب في أنحاء العالم، وبجهوده لتطوير سلاح نووي يمكن أن ينقلوه إلى الإرهابيين في أنحاء العالم». وكان نتنياهو قد بدأ أمس زيارته إلى إيطاليا حيث التقى نظيره سيلفيو برلوسكوني، ووزير خارجيته فرنكو فراتيني. وخلال اللقاء، دعا برلوسكوني إلى «وقف البناء في المستوطنات بالضفة الغربية، لأن من شأن ذلك المس بفرص تحقيق السلام»، وهو ما طالب به أيضاً فراتيني الذي أضاف أن روما معنية بالحصول على توضيح من إسرائيل إزاء توسيع المستوطنات لأغراض النمو الطبيعي.
وكان من المقرّر أن يلتقي نتنياهو المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، في باريس غداً، إلا أن صحيفة «جيروزاليم بوست» أشارت إلى أنه بدلاً من اللقاء الباريسي، سيتوجه باراك إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين المقبل للقاء ميتشل.