strong>أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن بلاده لن تعود إلى محادثات السلام مع إسرائيل في ظل الشروط التي تفرضها الحكومة الحالية في تل أبيب غير الراغبة في التوصل إلى اتفاق
أعلنت سوريا أمس أنها لا تستطيع إحلال السلام لأن إسرائيل غير ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق، في وقت أعلنت فيه أنقرة أن المفاوضات الإسرائيلية السورية برعاية تركيا يمكن استئنافها بناءً على موافقة الطرفين. وأوضح الرئيس السوري بشار الأسد، بعد اجتماع مع نظيره اليوناني كارولوس بابولياس، أن تحقيق السلام يحتاج إلى شريك إسرائيلي، وإلى التزامه بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام. وأضاف إن مثل هذا الشريك الإسرائيلي لا وجود له حالياً.
وأضاف الأسد «كان هناك تطابق في وجهات النظر على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل المبنيّ على قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد عدم جواز استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل». وأوضح الأسد أنه «قدّم شرحاً عن رؤية سوريا بشأن تطور الأوضاع في المنطقة»، مشدداً على «ضرورة رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعم عملية المصالحة الوطنية في العراق».
بدوره، أكد الرئيس اليوناني أن «السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إذا لم تحترم كل الأطراف وتوافق على قرارات مجلس الأمن مع إعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا»، معتبراً أن «المبدأ الأساسي الذي لا مفر منه أن يجري حل الخلاف عن طريق الحوار وقرارات الشرعية الدولية وليس عن طريق العنف والأمر الواقع». وقال بابولياس «إن جهة البوصلة التي تشير إلى الطريق الذي تسير فيه الدولتان تتضمن احترام السيادة واحترام الحقوق الشرعية للأهالي والحل السلمي لكل النزاعات والخلافات. وهذا ينطبق على المشكلتين الفلسطينية والقبرصية اللتين تمثلان مشكلة غزو غير شرعي، واحتلال جزء من أراضي دولة تتمتع بسيادة، وعضو في منظمة الأمم المتحدة». ومن جهتها، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية براق أوزغوركين، قوله إن المفاوضات التي جرت برعاية تركيا لا يمكن استئنافها إلا بناءً على موافقة الطرفين. وأضاف «تركيا أبلغت الجانبين أنها جاهزة» من أجل استئناف المحادثات. وقال أوزغوركين إن تركيا على تعاون وثيق مع الإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن أنقرة أبلغت واشنطن أنها ستستأنف وساطتها عندما تتوافر الظروف اللازمة. ورحب المسؤول التركي بقرار الولايات المتحدة تعيين سفير جديد لها لدى سوريا، وعبّر عن سروره بتحسّن العلاقات بين الجانبين. وقال إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة مراراً أن سوريا دولة رئيسية في النزاع في الشرق الأوسط، وأنها يجب أن تحتل مكانتها في الصورة. وتجدر الإشارة إلى أن سوريا وإسرائيل أجرتا أربع جولات من المحادثات غير المباشرة برعاية تركيا في أنقرة وإسطنبول، وكان يفترض أن تنتقل المحادثات إلى مسار مباشر، لكن سوريا أوقفت مشاركتها بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في كانون الأول الماضي.
(رويترز، يو بي آي)