ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، خالد مشعل، أمس، خطاباً في العاصمة السورية دمشق، حدد فيه موقف حركته من المستجدّات السياسية على الساحة الفلسطينية والتطورات في الشرق الأوسطأعرب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، عن تقديره لـ«لغة» الرئيس الأميركي، باراك أوباما، داعياً إياه إلى اتباع التغيير الجيّد في اللغة إلى تغيير على الأرض، في الوقت الذي شدد فيه على أهمية المصالحة الفلطسنية.
وقال مشعل، في خطاب ألقاه أمس في دمشق بحضور عدد من القيادات الفلسطينية وبعض قيادات حركة «حماس» في الداخل، «لغة أوباما الجديدة تجاه حماس هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح نحو الحوار المباشر بلا شروط، ونحن نرحب بذلك»، مشيراً إلى أن «التعامل مع حماس وقوى المقاومة يجب أن يكون على أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني واختياره الديموقراطي، لا من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية».
ورأى مشعل أن «توازن اللغة وصدقيّتها أمران مهمان، لكن الأهم، الذي نطالب به، هو صدقية الأفعال، وهي تبدأ بإعمار غزة ورفع الحصار وكذلك الظلم والضغط الأمني عن الضفة، وترك المصالحة تأخذ طريقها من دون شروط أو تدخّلات خارجية». كذلك تطرق مشعل في حديثه إلى موضوع المصالحة الفلسطينية والأسرى وحدود الدولة الفلسطينية. وأوضح أن «المصالحة ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ومعالجة آثاره وتوحيد الصف الفلسطيني وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال». وشدد على أن «ما يعرقل المصالحة ما يجري في الضفة (الغربية) منذ سنتين»، في إشارةٍ منه إلى عمليات الاعتقالات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، ووصفه بأنه «خطة عمل تستهدف المقاومة وسلاحها والمناضلين من كل الأجنحة».
ودعا مشعل واشنطن إلى «سحب الجنرال (كينت) دايتون من الضفة وإعادته إلى الولايات المتحدة انسجاماً مع روح التغيير»، لأن بناء سلطة قمعية يتناقض مع مبادئ الديموقراطية «التي ينادي بها أوباما».
وبشأن موضوع الأسرى، قال «نعمل من أجل الإفراج عنهم جميعاً بكل الوسائل، وقد خضنا مفاوضات غير مباشرة لإتمام صفقة يرضى عنها شعبنا، لكن التعنت الإسرائيلي أفشلها وما نزال مستعدين، وخيار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتيناهو الوحيد لاستعادة شاليط صفقة تبادل جادة».
وعن حدود الدولة الفلسطينية، رفض مشعل ما جاء في خطاب نتنياهو، وقال إن «الدولة التي تحدث عنها هي كيان مسخ وسجن كبير للاعتقال والمعاناة، وليست وطناً يصلح لشعب عظيم»، رافضاً «ما يسمّى يهودية إسرائيل». وحذر «من أي تساهل فلسطيني أو عربي إزاءها، لأنها تعني إلغاء حق 6 ملايين لاجئ في العودة إلى ديارهم وتعني تهجير أهلنا في مناطق 48 عن مدنهم».
ورأى مشعل أن «البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني برنامجاً سياسياً مشتركاً هو قيام دولة فلسطينية، عاصمتها القدس، ذات سيادة كاملة على خطوط الرابع من حزيران 1967 بعد إزالة جميع المستوطنات وإنجاز حق العودة». وأكد «الرفض القاطع للتوطين والوطن البديل وخاصة في الأردن». وجدد موقف حركة «حماس» من التمسك بخيار المقاومة، قائلاً «تمسّكنا بالمقاومة خياراً استراتيجياً، وليس من حق أي دولة أن تحرم شعبنا من مقاومة المحتل».
ودعا مشعل في خطابه الزعماء العرب «إلى اعتماد استراتيجية عربية فلسطينية جديدة تفتح الخيارات وتجمع بين المقاومة والسياسة وتستجمع أوراق القوى اللازمة، وهي موجودة حين تتوفر الإرادة».
(يو بي آي)