في خطوة تعكس انصياعاً صورياً لمطالب الإدارة الأميركية، أعلن مصدر عسكري إسرائيلي أمس أن «الجيش وافق على تقليص وجود قواته في المدن الفلسطينية في الضفة أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، بعد اجتماع ضباط إسرائيليين وفلسطينيين، تقليص وجود قوات الجيش الإسرائيلي في مدن رام الله وقلقيلية وأريحا وبيت لحم، في مقابل توسيع صلاحيات أجهزة الأمن الفلسطينية في مواجهة قضايا أمنية وداخلية.
وفي محاولة وُصفت بأنها تهدف إلى تعزيز حملة أمنية فلسطينية تدعمها واشنطن، قالت مصادر إسرائيلية وغربية إن الجيش الإسرائيلي سيمتنع عن دخول هذه المناطق إلّا في الحالات التي يعتقد فيها أن نشطاء فلسطينيّين يستعدون لمهاجمة إسرائيليين.
وفي السياق، قال مصدر أمني إسرائيلي إن «قوات الدفاع الإسرائيلية ستعمل بأقل قدر ممكن للسماح للفلسطينيين بتولي المزيد من المبادرة والمسؤوليات بشأن أمنهم»، موضحاً أنه «ما داموا يتخذون خطوة إلى الأمام في المسؤولية، سنتراجع خطوة في السيطرة على المنطقة». لكنه استدرك قائلاً إنه «في حالات (القنابل الموقوتة) أو هجوم مخطط له، لن تتردد إسرائيل في الدخول وإحباط الهجوم».
وسيقلّص الجيش الإسرائيلي من وجود قواته في المدن الفلسطينية لمدة أسبوع واحد، على أن يجري بعدها تقويم الوضع. وإذا اتفق الجانبان، فستمدّد مسؤوليات أجهزة الأمن الفلسطينية وتوسّع في المستقبل أيضاً.
في المقابل، قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لوكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية، إن «ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عدم الدخول إلى مدن بيت لحم وأريحا ورام الله وقلقيلية إلا في حالات الضرورة الأمنية، مجرد كلام لا معنى له من الناحية الأمنية»، موضحاً أن «اجتماعاً جرى أمس (أول من أمس) فعلاً على صعيد قيادات أمنية، إلا أن الطرف الفلسطيني لم يحصل على أي ضمانات بانسحاب الاحتلال من المدن الأربع». وفسر المسؤول خطوة هذا الإعلان بأنها «تأتي لاسترضاء إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما».
في هذا الوقت، أعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن أمله «بمساهمة عربية في خطة مارشال من أجل فلسطين». ونقلت وكالة أنباء «آكي» عن فراتيني قوله، تعليقاً على الحضور العربي في مؤتمر تريستي الدولي حول أفغانستان وباكستان، «أملنا أن تقدّم البلدان العربية، وخصوصاً تلك الأكثر غنى، مساهمة فاعلة في خطة مارشال لأجل فلسطين».
(الأخبار، يو بي آي، رويترز)