Strong>تحدث عن «فتاوى تريد إيقاظ الفتنة الطائفية»... وجدّد نعيه لـ«الاتئلاف الموحَّد»لم يجد رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أمس، سوى تجديد اتهامه لـ«الحلف التكفيري ـــ البعثي» لمخاطبة مواطنيه قبيل أيام من تسلّم قواته كامل الملف الأمني في المدن العراقية، في ظلّ موجة تفجيرات هستيرية. اتهام لم يوفّر من يصمت عن الدعوات التكفيرية، في تصعيد جديد يُرَجّح أن يكون موجّهاً إلى السعودية

بغداد ــ الأخبار
هاجم رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أمس، «الصمت المريب» لحكومات وجهات يُرَجَّح أن تكون سعودية، حيال فتاوى التحريض والقتل والتكفير في العراق، معتبراً أن السكوت عليها «لم يعد موقفاً مقبولاً ولا ودّياً تجاه الشعب العراقي».
وقال المالكي، في بيان صادر عن مكتبه، «لقد لزمت حكومات وجهات عديدة، للأسف الشديد، جانب الصمت المريب على فتاوى التحريض على القتل والتكفير والكراهية التي تنطلق بين فترة وأخرى». وأشار إلى أنه «مع اقتراب يوم الثلاثين من شهر حزيران (الجاري)، موعد اكتمال انسحاب القوات الأميركية من المدن، يزداد غيظ مثيري الطائفية ومروّجي الفتنة ومن يغذّيهم بالفكر التكفيري الذي يقف وراء المجازر المروّعة التي تعرض لها العراقيون طوال السنوات الماضية».
واتهم المالكي «مروّجي الفتن الطائفية المدعومين من جهات خارجية»، بالوقوف وراء موجة التفجيرات الأخيرة في العراق، وذلك في أحدث موقف له حيال الموجة الكبيرة من العنف التي تضرب بلاده، وآخرها تفجير مدينة الصدر ليل أول من أمس، والذي وصلت حصيلته إلى مقتل 72 قتيلاً وأكثر من 100 جريح. وكعادته، وجّه أصابع الاتهام في «ارتكاب الجريمتين الإرهابيّتين في الأسواق والمناطق المكتظة بالمدنيين في مدينتي الصدر والبياع، إلى الحلف التكفيري ـــــ البعثي البغيض المدعوم من الخارج والذي أوغل في دماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي».
ورأى البيان أن سلسلة الجرائم الأخيرة هي «نتيجة لتلك الفتاوى الخطيرة التي تنفذ مخططاً يُراد منه إيقاظ الفتنة الطائفية، وإحداث الفوضى وإجهاض العملية السياسية ومنع الشعب العراقي من الوقوف على قدميه واستعادة سيادته الوطنية».
وطالب المالكي المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بإعلان «موقف واضح وحاسم من هذه الجرائم المروّعة»، لأن السكوت عليها «لم يعد موقفاً مقبولاً ولا ودّياً تجاه الشعب العراقي».
وبدا أن كلام المالكي يحمل إشارة واضحة إلى تصريحات خطيب الحرم المكّي السعودي، الشيخ عادل بن سالم الكلباني، الذي وصف قبل أيام علماء الشيعة بـ«الكفار». وكان قد قال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إنه «لا يحق للشيعة أن يكونوا ممثّلين في هيئة كبار العلماء» التي تعتبر أعلى هيئة دينية في السعودية.وسُئل الكلباني إن كان «مع من يكفّرون الشيعة»، فأجاب بأن تكفير «عامة الشيعة (مسألة) يمكن أن يكون فيها نظر، أما بخصوص علمائهم فأرى أنهم كفار، من دون تمييز».
وفي السياق، أقرّ المالكي بوجود «تدخلات إقليمية في الشؤون الداخلية» لبلاده، لكنه شدّد على قدرة قواته على تحمّل المسؤولية. ولفت، خلال لقائه سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى بغداد، إلى أن جهوزية القوات العراقية لمهمة استبدال القوات الأميركية اكتملت «رغم حدوث بعض الاختراقات الأمنية».
ميدانياً، اعترف جيش الاحتلال الأميركي بمقتل أحد جنوده وجرح اثنين آخرين بحادث سير جنوب العراق. كما أقرّ بإصابة تسعة من جنوده أيضاً بانفجار عبوتين ناسفتين بفارق زمني بسيط، استهدفا دورياتهم شرق بغداد.
وأوضح بيان عسكري أميركي أن «دورية أميركية أصيبت بانفجار عبوة ناسفة صباحاً في جانب الرصافة في بغداد، ما أدى إلى إصابة تسعة جنود وتضرّر عربة واحدة». ولم يمرّ يوم أمس على خير على العراقيين، مدنيين وعسكريين، إذ قُتل 7 منهم على الأقل في جنوب بغداد.

(الأخبار)