عاد تهريب المازوت السوري إلى لبنان للحراك مجدداً، والسبب ارتفاع سعره مقارنة مع المازوت السوري، إضافة إلى تراجع الكميات الموزعة في لبنان
البقاع ــ نقولا أبو رجيلي
بعد فترة انقطاع استمرت حوالى ثمانية أشهر، عادت حركة تهريب مادة المازوت السوري الى لبنان عبر منافذ وطرقات السلسلة الشرقية، وكانت هذه الحركة قد توقفت نهائياً بسبب ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السورية، بالتزامن مع انخفاض سعر برميل النفط عالمياً، وانسحاب ذلك على أسعار المحروقات المحلية في لبنان، بحيث تدنّى سعر صفيحة المازوت إلى أقل من 13 ألف ليرة، ما أدى إلى توقف حركة تهريب هذه المادة نهائياً على جانبي الحدود.
إلا أن عودة ارتفاع أسعار النفط عالمياً وانعكاس ذلك على السوق المحلية، وعدم موافقة الحكومة على تحرير سعر المحروقات، ورفضها إلغاء الضرائب التي فرضتها على بيعها، ووصول سعر صفيحة المازوت إلى 17500 ليرة لبنانية بحسب آخر جدوّل أسبوعي أصدرته وزارة الطاقة والمياه لتحديد سعر المحروقات في لبنان، أعاد نشاط المهربين إلى سابق عهده. فمنذ أكثر من أسبوع، بدأت قوافل الصهاريج والحيوانات المحمّلة بـ«غالونات» المازوت السوري بتفريغ حمولتها في الخزانات على الجانب اللبناني التي بقيت فارغة لفترة طويلة، والتي كانت قد أهملت من قبل المهربين اللبنانيين وهم من أهالي القرى المحاذية للحدود الجبلية، وأوضح أحد المهربين لــ«الأخبار»، أن تهريب المازوت السوري عاد، ومن المفترض أن ترتفع وتيرته إذا ما استمرت أسعار المحروقات في الارتفاع في لبنان، موضحاً أن فارق سعر صفيحة المازوت بين البلدين وصل الى 4 آلآف و500 ليرة لبنانية تقريباً، إذ إن سعر صفيحة البنزين في سوريا 400 ليرة سورية أي ما يعادل 13 ألف ليرة لبنانية فقط، وهذا الفارق في الأسعار يتقاسمه المهربون في الجانبين اللبناني والسوري. ويلفت الى أن تطور فارق الأسعار شجع المهربين على استئناف عملهم، على الرغم من الأرباح القليلة التي يكسبونها لقاء ذلك، ولكن «أرباح قليلة خير من لا شيء»، وأضاف المهرب أن مواصلة ارتفاع الأسعار في لبنان ستؤدي حتماً الى ازدياد عمليات التهريب وبالوتيرة التي كانت عليها قبل توقفها نهائياً خريف العام الماضي، مشيراً الى أن المواطنين غير قادرين على دفع 17500 ليرة ثمن صفيحة المازوت، وخصوصاً أن موسم الزراعة بدأ في معظم المناطق.