بدأت لجنة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة المكلفة التحقيق في حصول انتهاكات في العدوان الإسرائيلي على القطاع، جلسات الاستماع في مدينة غزة.وتعقد الجلسات العامة، التي تنقل عبر التلفزيون، ليومين في مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، على أن تستمر في جنيف الأسبوع المقبل.
زياد الديب، المواطن الغزاوي الذي فقد أحد عشر شخصاً من أفراد أسرته، كان أحد الذين أدلوا بشهاداتهم خلال الجلسة الأولى. بدا حزيناً وهو يروي كيف فقد ساقيه في الحرب إثر قصف إسرائيلي أصاب مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا. وقال، في إفادته، «كنت في منزلي القريب من مدرسة الفاخورة، معظم أفراد الأسرة، نحو 16 فرداً، كانوا في الساحة الرئيسية للمنزل. كنا نتحدث ونحاول أن نلهي الأطفال عن أصوات القصف والانفجارات وإبعاد الفزع والخوف عنهم». وتابع، بكلمات متقطعة، «فجأة سمعنا صوتاً قوياً ناتجاً عن قصف إسرائيلي، تلاه قصف آخر، وسقط صاروخ في وسطنا أوقع 11 شهيداً. أنا أصبت وبترت أطرافي، ثم نظرت إلى والدي وأقاربي معظمهم شهداء، فيما كان الأطفال يصرخون».
أما موسى السيلاوي (91 عاماً) من مخيم جباليا، الذي فقد خمسة من أبنائه، فقال: «في الثالث من شهر كانون الثاني، ذهبت إلى المسجد لأصلي وسط القصف وإطلاق النار. وبعد الصلاة سمعنا صوت صاروخ يسقط على المسجد وأخذنا نصرخ. بعدها جاءني خبر استشهاد ابني إبراهيم، تلاه استشهاد ابني أحمد. ثم أبلغت أن ابن عمي استشهد واثنين من أحفادي أيضاً». وتابع السيلاوي، وهو يبكي، «لم نر مثل هذا من قبل، لم نر ذلك قط. أين العدل، أين العالم كله؟».
واستمعت اللجنة في الجزء الثاني من الجلسة إلى شهود من عائلة السموني التي فقدت 22 شخصاً في الحرب. ويتوقع أن ترفع تقريرها النهائي إلى الجلسة الثانية عشرة لمجلس حقوق الإنسان في أيلول المقبل.
(أ ف ب)