strong>الاحتلال باقٍ في بابل وقادته لا يقلقهم ارتفاع معدّلات العنفسيكون العراق غداً أمام استحقاق «تاريخي»، تظهر المعطيات إلى أنه لن يكون ناجحاً إلا بالكلام. ففي مقابل ارتفاع وتيرة أعمال العنف، لا يزال حكّام بغداد يطمئنون إلى جهوزية قواتهم للحلول مكان القوات الأميركية التي تنهي «نظرياً» دورها القتالي داخل المدن العراقية

بغداد ـــ الأخبار
انتهت الاستعدادات اللوجستية والسياسية لتتسلم القوات العراقية، غداً، مهامها الأمنية من قوات الاحتلال الأميركي؛ فقد أعلنت أمانة بغداد، أمس، إقامة احتفال «جماهيري مركزي» لمناسبة «يوم السيادة الوطني» لتمجيد انسحاب القوات الأميركية من المدن والبلدات. وأوضحت الأمانة، في بيان، أنها «ستقيم برعاية رئيس الوزراء نوري المالكي احتفالاً جماهيرياً مركزياً على حدائق متنزه الزوراء في مناسبة يوم السيادة الوطني مساء الاثنين».
وأشار البيان إلى أنّ الحفل «يحييه عدد من كبار الفنانين العراقيين» تطبيقاً لقرار أن يكون 29 حزيران يوم احتفالات، و30 حزيران يوم عطلة في القطاع العام.
وفي تفاصيل الحدث المرتقَب، فإنّ رئيس مجلس محافظة بابل كاظم مجيد تومان، كشف أن المفاوضات المكثفة التي تجري منذ أسابيع مع الطرف الأميركي، لم تثمر أي نتائج «بسبب إصرار القنصلية الأميركية على عدم سحب قواتها من قاعدتي بيت الوزير وفندق بابل السياحي وسط المدينة».
ووصف تومان هذا الموقف بأنه «خرق واضح لاتفاقية انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية»، معبراً عن «خيبة أمل كبيرة لدى البابليين في حال إصرار الأميركيين على موقفهم الرافض للانسحاب».
تجدر الإشارة إلى إن القوات المحتلة تتمركز في ستّ قواعد عسكرية في بابل، أبرزها قاعدتا بيت الوزير وفندق بابل السياحي. ويقع الأول على الضفة اليمنى لنهر الحلة، ويطلق عليه أهالي الحلة أيضاً تسمية مقر الاستخبارات الأميركية، فيما يطلق عليه الطرف الأميركي اسم «القوات الخاصة».
أمنياً، ألغيَت إجازات جميع قوات الشرطة التي وضعت في حالة تأهب قصوى، استعداداً لتسلم الملف الأمني. وشُدِّدت الإجراءات الأمنية في أنحاء بغداد، حيث أغلقت قوات الجيش والشرطة الطرقات وفتشت السيارات تفتيشاً دقيقاً.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف أن وزارته «وضعت كل القوات في حالة إنذار: ليس هناك إجازات، والقوات نزلت إلى الشارع بثقلها في كل العراق 100 في المئة». وتوقع خلف زيادة في عدد الهجمات من هذه الجهات «التي لا تريد الأميركيين أن يغادروا».
بدوره، تعهّد السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل أن تنسحب قواته «من كل المدن العراقية، حتى من المناطق المتنازع عليها في كركوك والموصل»، مشيراً إلى أن بلاده ملتزمة بتوقيتات الانسحاب الواردة في نص الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية.
وأكّد هيل قدرة القوات العراقية على ملء الفراغ، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة «ستكون بالنسبة إلينا، مرحلة مدنية بعيدة عن القضايا العسكرية، وسنتدخل عسكرياً عند احتياج القوات العراقية لدعمنا». وكشف أن قواته المحتلة ستعيد انتشارها في العراق اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل، «لكنها لن تقلل من عديدها حتى آب 2010 حيث ستُقلّص هذه القوات من 130 ألفاً إلى 50 ألفاً». وحذا قائد قوات الاحتلال الجنرال ريمون أوديرنو، حذو هيل عندما طمأن إلى أنّ العراقيين «جاهزون لتولي أمن المدن». ورأى أنّ الوضع الأمني «يبقى جيداً، لقد شهدنا تحسناً متواصلاً لوضع قوات الأمن وتحسناً متواصلاً في ممارسة الحكم».
وتابع الجنرال الأميركي قائلاً: «أنا مقتنع بأنه الوقت المناسب لنا للانسحاب من المدن، والمناسب لهم ليتحملوا هذه المسؤولية». وقلّل من شأن الهجمات الدامية الأخيرة، لأنها نُفذت من «عناصر متطرفة تحاول لفت الانتباه إلى حركتها». ورداً على سؤال، أعرب عن سروره بأنّ «أعمال العنف لم تسجل ارتفاعاً على مستوى كل الأراضي العراقية».