strong>«خليّة أزمة» تشرف على 30 ألف دوريّة والاحتلال باقٍ من خلال المدرّبين والمدرّعاتبقي العراق حتى مساء أمس أسير «خليّة أزمة»، من دون تسجيل هجمات نوعية، بموازاة تسلّم السلطات العراقية ملف أمن المدن من قوات الاحتلال، عشية الموعد المقرر بموجب الاتفاقية الأميركية ــ العراقية. هدوء يخشى حكام العراق وأهله أن يكون مزيّفاً بالنظر إلى ارتفاع وتيرة العنف أخيراً

بغداد ــ الأخبار
أعلنت وزارة الداخلية العراقية، منذ صباح أمس، اكتمال تسلّم الملف الأمني لجميع المدن، وذلك عشية الموعد المقرر. إلا أن قائد القوات الأميركية الجنرال ريموند أوديرنو أشار إلى عدم وجود أي بند في الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية يمنع استعمال المدرعات أو المركبات المصفحة الأميركية داخل المدن، فيما أكد جيشه أنّ مستشاري القوات العراقية ومدربيها «لن يتغير دورهم بعد الانسحاب من المدن».
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء عبد الكريم خلف، إن وزارته «أكملت تسلمها الملف الأمني لجميع المدن في بغداد والمحافظات»، كاشفاً أنّ القوات الأمنية «أغلقت جميع الثُّغر التي من الممكن أن يحاول الإرهابيون استغلالها للتصعيد من هجماتهم خلال هذه الأيام».
وتحدّث خلف عن تسيير 30 ألف دورية في البلاد، و107 أفواج لتطبيق الخطة المعدة لهذه الأيام، تنفيذاً لحالة الإنذار القصوى استعداداً لاستحقاق الثلاثين من حزيران الجاري الذي حُدّد عطلةً رسمية.
بدوره، طمأن أوديرنو إلى اكتمال الانسحاب الفعلي لقواته من المدن، إنهاءً لما بدأ منذ نحو 8 أشهر. وعن موجة الهجمات الدامية الأخيرة، جدّد اقتناعه بأن الوضع الأمني «عموماً جيّد، وما حصل هو أن بعض العناصر المتشددة حاولت فرض نفسها لإفشال الاهتمام بالتطور الإيجابي الحاصل في العراق».
وعمّا إذا كانت «الاتفاقية» تنص على منع القوات المحتلة من تسيير دوريات عسكرية داخل المدن بعد اليوم، أوضح الجنرال الأميركي أنه «ليس هناك أي بند يمنعنا من استعمال المدرعات أو المركبات المصفحة داخل المدن».
كلام أوديرنو أكمله بيان لجيشه، رأى فيه أنّ مستشاري القوات الأمنية العراقية ومدربيها «لن يتغير دورهم بعد انسحاب القوات من المدن»، لأنّ ذلك حاصل «بطلب من الحكومة العراقية».
وكانت القوات العراقية قد تسلمت مسؤولية آخر موقع للقوات الأميركية في بغداد، وهو مقر وزارة الدفاع القديمة وسط العاصمة، في احتفال رفع خلاله العلم العراقي على قبة المبنى.
وتسلم قائد عمليات بغداد الفريق الأول عبود قنبر مفتاحاً ذهبياً رمزياً من قائد فرقة الفرسان الأميركي، الجنرال دانيال بولغر، فيما قدّم قنبر شعار قيادة عمليات بغداد له.
واستعداداً للمناسبة، عقد رئيس الحكومة نوري المالكي اجتماعاً لـ«خلية الأزمة» ضم كبار الضباط في وزارتي الدفاع والداخلية. وقال: «لقد استهدف الإرهابيون وحدة العراق وشعبه، وهم يحاولون اليوم إعادة الطائفية من جديد من خلال القيام بعملية إرهابية هنا وعملية هناك واستهداف هذه الطائفة أو تلك، لكننا بحمد الله نؤكد أن الطائفية انتهت ولن تعود».
وفي أبرز المواقف المشككة بالانسحاب، قال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان عقيل عبد الحسين: «لن نشهد انسحاباً كلياً من المدن العراقية نهاية الشهر، كما يزعم، لأن مفهومه مبهم وغير واضح». وأضاف أن «العراقيين، بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، لا يرغبون ببقاء قوات الاحتلال على أرضهم».
في المقابل، رأى رئيس مجلس النواب، إياد السامرائي، أنّ بناء الدولة «أكبر من التحرير، وهناك دول نجحت في التحرير وسقطت في البناء، وأمامنا مسؤولية كبيرة تتعلق بالبناء المؤسساتي». ووصف الانسحاب بأنه «يوم تاريخي يسجل في تاريخ العراقيين، وبالأخص ممن شاركوا في العملية السياسية، وكانوا على ثقة بإنجاز التحرير من الوجود الأجنبي، وهذه العملية كان فيها اجتهاد واختلاف في كيفية خروج هذه القوات، وكذلك كانت فيها إراقة دماء».
واقتصرت حصيلة قتلى يوم أمس، على 8 أشخاص، من بينهم 7 من عناصر الأمن في مدينة الموصل.

وقال تشيني إنه قلق من انسحاب القوات الأميركية من المدن، آملاً أن يتمكن العراقيون من التعامل مع الوضع «إذ عليهم في مرحلة ما الاعتماد على أنفسهم، لكنني لا أريد أن أرى كل الجهود الأميركية والتضحيات الهائلة التي دفعناها تضيع سدى».
وفيما جدّد ثقته المطلقة بقائد قوات الاحتلال الجنرال ريمون أوديرنو، عاد وتخوّف من أنه لا تزال هناك مشكلة مستمرة، «وقد يكون المسلحون ينتظرون فرصة لشن مزيد من الهجمات».
(يو بي آي)