وقفت قوات الاحتلال، أمس، حائلاً دون اختراق سفينة «الروح الإنسانية» لحصار غزة، لتنضمّ بذلك إلى رحلات أخرى واجهت مصير المنع نفسه
غزة ــ قيس صفدي
سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفينة «الروح الإنسانية» بعد حصارها لساعات وعلى متنها 20 متضامناً عربياً وأجنبياً، رفضوا الانصياع لأوامر جنود الاحتلال بالعودة، وأصرّوا على مواصلة الإبحار نحو قطاع غزة، بعدما فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية المنتشرة في عُرض البحر النار حول السفينة.
وقال عضو الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة، أمجد الشوا، «إنّ الزوارق الحربية الإسرائيلية حاصرت السفينة لساعات على بعد 24 ميلاً بحرياً من مدينة غزة، قبل أن يقتحم جنود الاحتلال السفينة ويقتادوها بما عليها من متضامنين ومساعدات إلى أحد الموانئ الإسرائيلية».
وأضاف الشوا «إنّ كل متضامن على متن سفينة روح الإنسانية كان يحمل معه كيلوغراماً واحداً من مادة الإسمنت تعبيراً عن رفض السياسة الإسرائيلية التي تمنع إدخال هذه المادة الأساسية من أجل إعادة إعمار غزة، التي تعرضت للتدمير خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة».
وتنقل السفينة، التي انطلقت من ميناء لارنكا القبرصي في إطار فعاليات حركة غزة الحرة، كميات من الأدوية، وكمية رمزية من شتول الزيتون، ومادة الإسمنت التي تمنع قوات الاحتلال إدخالها إلى القطاع منذ ثلاث سنوات.
وحمّلت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين على متن السفينة. ورأت الحملة، في بيان لها، أنّ «عملية القرصنة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سفينة الروح الإنسانية تضاف إلى سجل الجرائم التي يواصل الاحتلال ارتكابها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والمتضامنين معه». وطالبت الحملة «المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح ركاب السفينة وطاقمها».
في هذه الأثناء، استكملت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة جولتها الأولى من جلسات الاستماع إلى الخبراء والمتابعين والشهود والضحايا على مدار يومين، وتضمنت شهادات حية وصفها رئيس البعثة القاضي ريتشارد غولدستون بأنها «مؤلمة».
وقال غولدستون إنّ «الغرض من جلسات الاستماع هو التعريف بالضحايا وإيصال أصواتهم إلى العالم»، موضحاً «أنّ فريق عمل البعثة سينظر إلى جميع المعلومات التي تلقّتها البعثة، سواء تلك المعلومات التي تلقّتها خلال جلسات الاستماع، أو خلال تحقيقاتها الجارية، قبل وضع التقرير النهائي في آب المقبل». ولفت رئيس البعثة إلى أنّ عدداً من المواطنين أبدوا رغبتهم في التحدث خلال جلسات الاستماع العامة، لكنهم تراجعوا بعدما شعروا بأن ذلك سيكون له مخاطر عالية على أمنهم، مضيفاً إنّ «أعضاء البعثة يطالبون بتقديم الحماية الكاملة إلى جميع الذين شاركوا في تلك الجلسات».