Strong>شهيدان في غارات للاحتلال على القطاع... والبردويل يحذّر من عدوان جديديواجه قطاع غزة خطر احتمال حرب إسرائيلية جديدة عليه، مع تصعيد عسكري للاحتلال أخيراً أدّى إلى استشهاد فلسطينيّين، في الوقت الذي لا يبدو فيه الداخل أحسن حالاً مع مطالبة أحد وزراء حكومة رام الله بـ«إسقاط حكم حماس»

غزة ــ قيس صفدي
كأنه كُتِب على غزة وأهلها العيش في رهبة واستعداد دائم للخطر الداخلي والخارجي. هكذا، كان القطاع خلال اليومين الماضيين على موعد من تصعيد إسرائيلي عسكري، أدى إلى سقوط شهيدين، ما ينذر بخطر محدق قد يعيد أيام الحرب الأخيرة. وبالتزامن مع هذا التصعيد، دعا وزير الزراعة والشؤون الاجتماعية في حكومة رام الله، محمود الهباش، إلى «إسقاط حكم حماس بكل الوسائل»، وهو ما اعتبرته الحركة الإسلامية دعوة «إلى استمرار الحرب».
ودعا الهباش إلى «إسقاط حكم حماس في غزّة باعتباره واجباً وطنياً وأخلاقياً ودينياً يجب القيام به في أسرع وقت». وحرّض، في تصريحات لـ«الإذاعة الإسرائيلية»، سكّان غزة على «الانقلاب على حماس»، قائلاً «إنها لا ترحم أحداً في غزة وتمنع حرية الرأي».
ورغم التحريض والاتهامات المتبادلة بين سلطتي غزة ورام الله القائمة منذ عامين، فإنّ تصريحات الهباش، الذي فصلته «حماس» من صفوفها قبل سنوات، عكست تطوراً خطيراً في العلاقات الداخلية، بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي، وحوار الفصائل. وفي السياق، كشفت صحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية النقاب عن أن «الرئيس محمود عباس يدرس إمكان تكليف الهباش رئاسة الحكومة المقبلة التي ينوي تأليفها إذا رفض سلام فياض التكليف بتأليفها». وقالت إن «الهباش يعدّ شخصية إسلامية بخلاف فياض، وإن تعيينه رئيساً للوزراء يعدّ محاولة من عباس لكسب التعاطف من مؤيدي حماس والجهاد الإسلامي».
ورداً على هباش، رأى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن أقواله «تمثّل صوتاً مأزوماً أفلس من كل الرهانات لإطاحة حماس سواء عندما كان في غزة يفتي بقتل العلماء والمجاهدين، أو حين فرّ إلى الضفة بحراسة الاحتلال ليواصل مسيرته التدميرية». وتابع إن «هذا نابع من التخبط والخوف من مستقبل أي متغيرات في الواقع الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة على حد سواء».
وأضاف برهوم إن «الهباش في الضفة منبوذ حتى من فتح، التي لا ترغب في بقائه في مكانته في أي حكومة مقبلة»، قائلاً إن دعوته الدائمة «إلى تدمير المقاومة والتخلص من حماس تؤكد مستوى الانحدار الأخلاقي والوطني الذي وصل إليه. وبهذا، فهو يهدف إلى استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني واستمرار الانقسام». وفي السياق، استنكرت حركة «الجهاد الإسلامي» تصريحات الهباش. وقال القيادي في الحركة، نافذ عزام، «لا يمكن أن نظن أن فلسطينياً يقبل هذه التصريحات في الوقت الذي يسعى فيه الشعب إلى الوحدة والتماسك».
ميدانياً، استشهد حمدان الأسطل (22 عاماً) وخليل أبو جراد (23 عاماً)، جراء اختناقهما في نفق انهار عليهما بعد تعرضه لقصف جوي إسرائيلي استهدف الشريط الحدودي في مدينة رفح جنوب القطاع. وقالت مصادر طبية إن «طواقم الإسعاف تمكّنت من انتشال جثتي الشهيدين، مساء السبت (أول من أمس)، بعد ساعات طويلة من البحث»، مضيفة إن «أربعة شبان آخرين من عمال الأنفاق أصيبوا بجروح متفاوتة».
وقال سكان وشهود في مدينة رفح إن طائرات حربية إسرائيلية شنت نحو أربع غارات متتالية تركزت على أنفاق تهريب في حيي البرازيل والسلام جنوب شرقي المدينة، وألحقت أضراراً مادية في عدد كبير من الأنفاق والمنازل السكنية المجاورة.
وقبل ساعات من الغارات الأربع، تعرضت أنفاق مماثلة قرب مخيم يبنا للاجئين المحاذي للحدود لغارتين جويتين ألحقتا أضراراً مادية من دون وقوع إصابات.
ورأى القيادي في «حماس»، صلاح البردويل، أن «التصعيد الإسرائيلي تجاه الأنفاق ما هو إلا محاولة استدراج إلى حرب، من خلال محاولة جر الفصائل لردود على هذه الغارات ومن ثم استخدامها ذريعة لشن عدوان أوسع». ورأى أن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الحالية «أكثر وصفة لشن الحرب، إذ تعبّر عن مزيج من عتاة الإرهابيين الصهاينة من أحزاب العمل والليكود وغيرها». وتوقع أن تشن إسرائيل هجمات «تستهدف ما بقي من بنى أساسية في المجتمع، أو قيادات الفصائل»، داعياً مصر إلى «توجيه رسالة برفضها أي عدوان جديد».
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التصعيد جاء عقب ادعاء مصادر عسكرية في جيش الاحتلال سقوط صاروخين مجهولين، أطلقا من القطاع في منطقة مفتوحة في النقب الغربي. غير أن أي فصيل فلسطيني لم يعلن مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين.
ورداً على التصعيد، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها عن إطلاق ثلاث قذائف هاون في اتجاه قوة إسرائيلية خاصة توغلت شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.
إلى ذلك، أعلنت «حماس» أنها أعادت انتخاب خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي لها، ومحمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله أعضاءً جدداً في المكتب السياسي لها، إضافة إلى الأعضاء الحاليين.