هيمنت التطورات الأمنية والميدانية على ما عداها في العراق، في اليومين الماضيين. وفيما طرأ توتّر جديد بين بعض «مجالس الصحوة» وحكومة نوري المالكي، انطلقت حملتان أمنيتان جديدتان في كل من الفلوجة وديالى، وذلك استفادة من الهدوء النسبي الذي شهدته بلاد الرافدين.وكشف المقدم محمد خلف، من شرطة الضلوعية شمال بغداد، أن «قوة أميركية ـــــ عراقية مشتركة اعتقلت قائد صحوات شمال بغداد ومسؤول المصالحة الوطنية الملا ناظم الجبوري وشقيقيه ياسر وذاكر بينما كانوا في المنزل»، من دون أن يبرّر التوقيف.
ويُعدّ الجبوري أبرز قادة الصحوات في محافظة صلاح الدين، وهو قيادي سابق في تنظيم «القاعدة»، وكان مقرّباً من أبي مصعب الزرقاوي، وقد انقلب على قيادات التنظيم قبل عامين، وحاربهم في مناطق قضاء بلد، وتعرض لعدة محاولات اغتيال، كان آخرها استهداف المسجد الذي يخطب فيه بحزام ناسف، أدى إلى مقتل أربعة مصلّين وإصابة 14، بينهم شقيقه الأصغر ياسر.
وفي السياق، انسحب نحو 120 من قوات «الصحوة» من ثلاثين حاجزاً للتفتيش شمال محافظة بابل بسبب عدم صرف رواتبهم للشهر الماضي، بحسب الملازم في الجيش العراقي محمد الخفاجي، الذي قال إن الجيش العراقي «ملأ الفراغ الذي سبّبه انسحاب عناصر الصحوة من أجل استمرار الأمن شمال بابل».
بدوره، قال أحد عناصر «الصحوة» نزار الجنابي إن «الإضراب مستمر لحين صرف رواتب نيسان»، مشيراً إلى أنّ «قسماً من عناصر الصحوة لم يتسلّموا رواتب آذار الماضي أيضاً».
إلى ذلك، نفّذت قوات حكومية عراقية، أمس، حملة واسعة النطاق في مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار الغربية، بحثاً عن مسلحين متسلّلين وعن مخابئ أسلحة. وقال مصدر في شرطة الفلوجة إن «قوة من الشرطة وفوج طوارئ المدينة أغلقا أحياء الضباط والشرطة والجغيفي والمهندسين بحثاً عن عناصر مسلحة يعتقد أنها تسللت إلى المدينة للقيام بأعمال إرهابية، فضلاً عن الكشف عن مخابئ أسلحة مفترض وجودها في المدينة».
وتأتي هذه العملية بعد يوم واحد من حملة «بشائر الخير» في نسختها الثانية التي ينفّذها آلاف من عناصر قوات الأمن الحكومية في محافظة ديالى، والتي تستهدف القضاء على جيوب تنظيم «القاعدة» في هذه المحافظة المضطربة.
على صعيد آخر، استهدفت المقاتلات والمدفعية الإيرانية عدداً من القرى الحدودية العراقية في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، فيما بدا أنه استهداف لعناصر حزب «العمال الكردستاني» ـــــ الفرع الإيراني (بيجاك). وقد سارعت حكومة الإقليم ومجلس النواب العراقي المركزي إلى التنديد بالقصف، مطالبين الحكومة بإجراء اتصالات عاجلة مع طهران لوقفه.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)