كان الشغل الشاغل لوزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي بدأ أولى زياراته إلى الخارج في إيطاليا، التركيز على خطورة إيران نووية على الشرق الأوسط والعالم كله، ليغدو بحث العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية هامشياً
بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، جولته الأوروبية الأولى في روما، أمس واضعاً الملف الإيراني في طليعة الملفات الأخرى، بعدما وصف برنامج إيران النووي بأنه «عامل مزعزع لاستقرار العالم كله». وقال ليبرمان إن «امتلاك إيران لسلاح نووي سيشكل أكبر تهديد للشرق الأوسط». ونقلت وكالة أنباء «آكي» عن ليبرمان قوله، بعد محادثات أجراها في روما مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني، إن «إيران غدت عاملاً مخلّاً بالاستقرار على مستوى عالمي». ورأى أن «كل من ينظر إلى تدخل إيران في لبنان ومصر يمكن أن يدرك وببساطة أنها تمثل أكبر تهديد للشرق الأوسط في الوقت الراهن».
وتجنّب ليبرمان الحديث عن دولة فلسطينية، وقال «إننا لا نبحث عن شعارات وتصريحات رنّانة، بل نتائج ملموسة». وأوضح أنه «في السنوات الستة عشر التي مضت على توقيع اتفاق أوسلو، أطلقت (دولتنا إسرائيل) والمجتمع الدولي تصريحات ومفاوضات عديدة، لكن النتيجة كانت تصل دائماً إلى طريق مسدود في النهاية». وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الأخيرة قدمت «مقترحات طويلة الأمد للفلسطينيين من دون الحصول على أي نتيجة».
وأضاف ليبرمان أن «حكومته لا تريد رفع الشعارات بل إحراز النتائج»، مستطرداً «نسعى إلى التوصل إلى استقرار دائم في المنطقة، وكذلك إلى الازدهار الاقتصادي». وختم «أقترح أن تتمتعوا بكثير من الصبر، فحكومتنا تبلغ مجرد خمسة أسابيع من العمر ولم تجهز خططنا على كافة الأصعدة بعد».
وفي ما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية ـ الأوروبية، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن «تأييد تعزيز العلاقات بين بلادي والاتحاد الأوروبي»، مطالباً «بالتمييز بين هذه المسألة وحل مشاكل أخرى».
من جهته، قال فراتيني إن «تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب أن يتواصل، لأنه يمكن لأوروبا أن تؤدي دوراً بارزاً في عملية السلام في الشرق الأوسط». ووصف زيارة ليبرمان بأنها «بالغة الأهمية في الوقت الراهن»، وقال «أنا على ثقة بأن إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها لإنجاح هذه الزيارة».
كما أشار فراتيني إلى «قلق المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة والبلدان العربية المعتدلة من التأثير الإيراني». وقال إن «إدراك القلق الإسرائيلي حيال التهديد النووي الإيراني يجب أن يكون شاملاً».
وإلى الملف الفلسطيني، شدد فراتيني على «أهمية أن يصبح السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين هدفاً جلياً أمام حكومة بنيامين نتنياهو»، قائلاً إن «السلام يمر عبر تحقيق أهداف مباشرة وأكثر فاعلية».
كما اعتبر فراتيني أن زيارة البابا إلى المنطقة التي تبدأ يوم الجمعة المقبل «رسالة مفعمة بالقيم الأخلاقية والسلم، وستأتي بمثابة تأكيد على (مبدأ) الحوار بين الثقافات والديانات».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، نقلت عن فراتيني قوله قبل الزيارة، إنه «سيحث ليبرمان على تخفيف حدة نبرة تصريحاته».
وكان ليبرمان قد وصل مساء أمس إلى روما، المحطة الاولى في أول جولة له إلى الخارج منذ توليه منصبه، ويزور خلالها أيضاً فرنسا وألمانيا وجمهورية التشيك التي تترأس الاتحاد الأوروبي حالياً.
(رويترز، أ ف ب)