يبدو أنه لا وجود لأفق زمني للحدّ من شهداء الحصار في غزّة، بعدما انضم قيادي «حمساوي» إلى هذه القافلة بسبب رفض مصر فتح معبر رفح الحدودي
غزة ــ قيس صفدي
انضم القيادي في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وائل عقيلان، إلى قافلة ضحايا الحصار جراء منع السلطات المصرية سفره عبر معبر رفح الحدودي لتلقي العلاج في الخارج، في وقت حافظت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي على وتيرة التصعيد العسكري في غزة ضد المزارعين والصيادين. وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، مساء أول من أمس، وفاة عقيلان جراء منعه من السفر عبر معبر رفح لتلقي العلاج. وبوفاته، ارتفع عدد الضحايا من المرضى إلى 330 منذ تشديد الحصار على غزة. وقالت زوجة عقيلان، رسامة الكاريكاتور أمية جحا، إن زوجها «أصيب قبل نحو شهر بانفجار في المعدة وتم نقله إلى المستشفى، حيث قرر الأطباء حاجته إلى تدخل جراحي نوعي في الخارج»، من دون جدوى. وكانت جحا قد وجهت نداءً قبل أيام، عبر مقال نشرته بعنوان «عندما يبكي الرجال»، من أجل المساعدة للسماح لزوجها بالسفر. وعلمت «الأخبار» أن «قادة بارزين في حماس وأعضاء في وفدها لحوار القاهرة، قد تدخلوا لدى السلطات المصرية من أجل السماح لعقيلان بالسفر، غير أن جهودهم باءت بالفشل».
وقال مصدر مسؤول في «حماس» إن السلطات المصرية «أرادت الانتقام من عقيلان وزوجته اللذين انتقدا قبل نحو عامين سياسة مصر بخصوص معبر رفح، عندما علقا في مصر لنحو تسعة شهور رفضت خلالها السلطات المصرية عودتهما إلى غزة».
ونعت «كتائب القسام» الشهيد عقيلان. وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إنه «من غير المعقول أن يموت أهلنا في غزة موتاً بطيئاً بالحصار وتحت الدمار، والزعماء العرب يغضّون الطرف عن كل ما يرتكب من جرائم». وأضاف أنه «حتى الآن، الموقف العربي الرسمي لا يتوازى بالمطلق مع حجم الجريمة الإنسانية التي ترتكب في غزة بفعل الحصار والدمار». وتابع: «نحن ندرك تماماً أن الحصار على غزة هو بقرار أميركي إسرائيلي بامتياز، ولكن فك الحصار عن غزة هو قرار عربي مصري بامتياز».
ميدانياً، أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساحات واسعة من حقول القمح والشعير في منطقة جحر الديك القريبة من السياج الحدودي، جنوب شرق قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن «المدفعية الإسرائيلية المرابطة على امتداد السياج الحدودي أطلقت عدة قذائف باتجاه الحقول الزراعية، ما أدى إلى اشتعال النار فيها، وإصابة مزارع بجروح متوسطة».