ينتمي المحلل الاقتصادي مروان إسكندر إلى فريق 14 آذار، وهو يعتبر نفسه مقرّباً جدّاً من قريطم، لذلك يمكن الركون إلى كلامه من أجل فهم «الأحجية» التي يُروَّج لها إعلامياً، عن خطر فوز المعارضة السابقة بالأكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة... فهذا الرجل، الذي سبق أن كتب في مقاله الأسبوعي، في صحيفة «النهار»، مطالعة واسعة ضد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «العاجز عن تحقيق أي إنجاز منذ عام 2005»، قال في حديث لصحيفة المستقبل (أول من أمس) «إن فوز المعارضة له تأثير سلبي واضح على المسار العام للاقتصاد الوطني في السنوات الأربع المقبلة»... لماذا؟ يجيب إسكندر بكل صراحة ووضوح «إن بعض أجنحة المعارضة يتوعّد بملاحقة الهدر الذي سبّبه بعض السياسيين»... ويضيف «إذا كانت المعارضة ممثّلة بالأكثرية في المجلس النيابي، وأرادت فتح هذا النقاش، فسيكون أمامنا أربع سنوات مهدورة على الاتهامات المتبادلة بين مختلف الأطراف، وهذا ما ينتج منه تشكيك في مستقبل لبنان الاقتصادي ومناخه الاستثماري، ما يؤخّرنا عن ركب التطورات في المنطقة والعالم، كما نفعل منذ عام 1998».إذاً، الخطر هو في محاولة فتح ملفّات الفساد إذا فازت المعارضة بالأكثرية، وهذا ما يجري تحذير اللبنانيين منه. أمّا إذا فازت الموالاة بالأكثرية، يقول إسكندر، فإن ذلك «يفسح في المجال أمام موجة من الخصخصة».
أليس غريباً أن يخيّر اللبنانيون بين فتح ملفات الفساد والهدر والخصخصة، باعتبار الأولى «شر» والثانية «خير».
(الأخبار)