حملت الزيارات الأميركية الأخيرة إلى القاهرة، مؤشرات توحي بأنّ القيادة المصرية قد أصيبَت بعدوى الانفتاح الأميركي على إيران، وهو ما تُرجم غزلاً مصرياً «محدوداً» تجاه حكام طهران. انفتاح أصرّت واشنطن على تطمين حلفائها العرب إلى أنه لن يكون على حسابهم
القاهرة ــ الأخبار
اختتم وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أمس، زيارة سريعة إلى القاهرة، كانت كافية لإيصال رسائل إدارة الرئيس باراك أوباما إلى من يعنيهم الأمر: الزمن ليس زمن تحضيرات لضرب إيران، بل الانفتاح على طهران التي عليها أن تستفيد من اللحظة لتغيير نهجها وسياساتها في المنطقة.
وعلمت «الأخبار» أن أولى كلمات الرسالة الأميركية تلك حملها مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الخليج وجنوب غرب آسيا، دينيس روس، والوفد المرافق له قبل يومين. وقد قال روس كلاماً للمسؤولين المصريين عن التهدئة الأميركية تجاه إيران بُغية تحقيق تغيير في السلوك الإيراني، سواء في ما يتعلق بملفها النووي أو بسلوكها عموماً في المنطقة، وهو ما شجع القاهرة على تبادل إعلان نوايا حسنة عبر الإعلام بغية إزالة التوتر الراهن مع طهران. مهمة تولاها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي رأى أن «أي تعامل ناجح مع الملف النووي الإيراني يجب أن يأخذ في الاعتبار أن لإيران حقوقاً مُعترف بها في معاهدة منع الانتشار، ويتعين السماح لها بتطبيقها، كما أن استمرار عدم انضمام إسرائيل إلى تلك المعاهدة يمثّل خُطورة كبيرة على السلم والأمن، ويُكرس ازدواجية مرفوضة للمعايير».
وعن زيارة غيتس القصيرة، أكّدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن المسؤولين المصريين لمسوا منه أن هناك توجهاً أميركياً جديداً بدأت معالمه تتبلور تجاه إيران، مع الإصرار على أنه يتعين على القيادة الإيرانية الاستجابة للمبادرة الأميركية الجديدة وعدم تضييعها لتفادي عودة التوتر إلى العلاقات الإيرانية ــ الأميركية.
وأشار المصدر المصري إلى أنّ الوزير الأميركي «لم يتحدث هو أو مرافقوه عن تحضيرات لضربة عسكرية محتملة ضد إيران، بل عن كيفية فتح قنوات حوار تحقق مصالح الجميع».
وقال غيتس، بعد اجتماعه مع الرئيس حسني مبارك، إنّ واشنطن تأمل مواصلة هذه الجهود مع أصدقائها في المنطقة، وخصوصاً أن «هناك فرصة للتأثير في السياسات الإيرانية لتغيير أنشطتها وسلوكياتها في المنطقة». وطمأن حلفاء بلاده من «معتدلي العرب» عندما شدد على أنّ النهج الأميركي الجديد «لا يتعارض مع العلاقة الأمنية والسياسية القوية التي تربط الولايات المتحدة بمصر والسعودية وغيرهما من الدول الأصدقاء القدامى في المنطقة». وتابع «هناك مخاوف مبالغ فيها من وجود صفقة بين الولايات المتحدة وإيران على حساب الدول العربية ولكن ذلك غير صحيح».
وبشأن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى منشآت نووية إيرانية في حال فشل سياسة الحوار الحالية، أجاب غيتس: «لا يوجد حوار حتى الآن بين واشنطن وطهران، بل هناك اتصالات بين البلدين»، متوقعاً في المستقبل القريب حدوث حوار في ضوء تبنّي بلاده سياسة «الباب المفتوح واليد الممدودة للحوار».
على صعيد آخر، عقد مبارك جلسة مباحثات ثنائية مع الملك الأردني عبد الله الثاني بدا أن القضية الفلسطينية احتلّت مساحتها الأكبر. وفي السياق، أعلن سفير السلطة الفلسطينية لدى القاهرة، نبيل عمرو، أن الرئيس محمود عباس سيلتقي اليوم الرئيس المصري «لتنسيق المواقف قبيل وصول أبو مازن إلى واشنطن للقاء أوباما». ونفى ما تردّد عن احتمال عقد قمة ثلاثية مصرية ــ فلسطينية ــ أردنية.