فجأة، من دون سابق إنذار، ارتفع سعر سهمي سوليدير خلال الأسبوع الماضي بمعدل 3.14 دولارات وبنسبة ارتفاع بلغت في المتوسط 19.63 في المئة، وأغلق سعر سهم الفئة (أ) على 19.15 دولاراً في مقابل 16.00 دولاراً في نهاية الأسبوع الذي سبق، أي بزيادة نسبتها 19.69 في المئة، وسعر الفئة (ب) على 19.12 دولاراً في مقابل 15.99 دولاراً في نهاية الأسبوع الذي سبق، أي بزيادة نسبتها 19.57 في المئة. وفي الوقت نفسه أيضاً ارتفع سعر سهم شهادات إيداع «سوليدير» بنسبة 15.53 في المئة من 15.58 دولاراً إلى 18 دولاراً.إذا ما وضعت هذه الزيادة في السياق الطبيعي لأسواق المال العربية، وبينها لبنان، تستغرب مصادر مطلعة في البورصة الزيادة الطارئة في الأسبوع الماضي، فالأسواق المالية غير مرغوبة، ولا سيما أن السيولة الموجودة في بورصة بيروت قليلة ولا تمثّل عنصراً جاذباً للمستثمرين، وهذا يثير الكثير من الأسئلة عن طبيعة اللحظة التي أدت إلى زيادة أسعار الأسهم المتداول في بورصة بيروت. تقول المصادر إن أسهم «سوليدير» شهدت بصورة فجائية طلبات كبيرة مؤلّفة من مجموعات تراوح بين 400 ألف سهم و500 ألف، وضعها قريبون من الشركة ومصارف تتعامل معها بهدف زيادة الطلب، وذلك من ضمن «إعادة تموضع سياسي» يقوم به فريق الأكثرية رداً على النكسة السياسية التي أصابته بخروج الضباط الأربعة من السجن. فالمطلوب أن يجري التعويض عن تداعيات هذه الانتكاسة في الشارع الانتخابي عبر إعطاء إشارات مفادها أن النموذج «الحريري» المتمثل في «سوليدير» هو الوحيد القادر على استقطاب الاستثمارات في ظل الأزمة، وأن هذا النموذج لم يخسر، وبإمكانه المقاومة بعد. لكن الأخطر أن هذا الطلب الذي يوصف بأنه «وهمي»، قد يفتح الشهية، فيما مصلحة النموذج نفسه تكمن في انهيار السعر إذا زادت قوى 8 آذار عدد نوابها إلى أكثر من النصف.
(الأخبار)