Strong>يبدو أن الحوار الفلسطيني بجولته الخامسة التي تنعقد السبت المقبل، على أبواب خلافٍ بين «فتح» و«حماس» حول حكومة ما قبل التوافق، في وقت تستعد فيه الحركة الإسلامية لإعمار غزة على حسابهايخيّم على الأيام القليلة التي تسبق الجولة الخامسة من الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، الذي سينعقد في القاهرة السبت المقبل، حراكٌ مصريّ يُظهر رغبة حقيقية في تحقيق تقدم ملموس. نيّة يعكرها امتعاض «حماس» من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إعادة تأليف الحكومة برئيسها سلام فياض، ما قد يمثل عقبة حقيقية أمام نجاح الحوار. في المقابل، تستعد حكومة غزة المقالة خلال أيام لإعادة بناء القطاع بالطين وخرق الانتظار الطويل، لتمسك زمام الأمور في قضية كانت خلافية.
وأعلن عضو اللجنة التنفيذية لحركة «فتح»، نبيل شعث، قبيل توجهه إلى العاصمة الأردنية عمان، للمشاركة في الإعداد للمؤتمر السادس للحركة، أن «جولة الحوار بين فتح وحماس السبت المقبل، ستشهد إحراز تقدم كبير في عدد من القضايا العالقة بين الجانبين». وأكد وجود «مؤشرات إيجابية بفضل الجهود الإيجابية المصرية».
وسعى شعث لطمأنة مخاوف «حماس» من تمديد محمود عباس لعمل حكومة سلام فياض، قائلاً إن «هذه الحكومة ستكون مؤقتة وسيتمّ حلها فوراً في حالة الاتفاق خلال الحوار على تأليف حكومة والبدء في تنفيذ الاتفاق».
إيجابية انسحبت على كلام المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو، الذي أعرب عن تقديره «للجهود التي تقوم بها مصر على أكثر من صعيد وبخاصة في ملفات الحوار الوطني والتهدئة ومحاولات تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكد أن «الحكومة سوف تحافظ على التوافق الوطني في حال التوصل إلى تهدئة مع الاحتلال، إذا ما قررت الفصائل الشروع في هذه الخطوة».
أما العرقلة، فتجلّت في انتقاد الفصائل الفلسطينية المعارضة، والتي تتخذ من دمشق مقراً لها، لعزم عباس على إعادة تكليف فياض تأليف الحكومة الفلسطينية، مؤكدة أن «ذلك سيؤثر على الحوار الفلسطيني». وحمل الأمين العام للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة، أحمد جبريل، في اجتماع لثمانية فصائل فلسطينية، بشدة على عباس. وقال إن «أفعاله غير دستورية وغير قانونية لأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا منظمة التحرير، ولأنه رئيس انتهت ولايته»، مضيفاً أنه «من يمثل الشعب الفلسطيني عليه أن يجري انتخابات في الداخل والخارج، لأننا متأكدون بأنهم (أنصار عباس) لن يحصلوا على أكثر من 5 إلى 10 في المئة من الأصوات».
من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، أن «بعض الخطوات حول تأليف حكومة فياض مع بعض التعديلات ستعوق الحوار وتعطله»، واصفاً إياها بالخطوة الاستباقية «وعليها علامات استفهام كبيرة، وبوضعها الراهن والسابق تفتقر إلى الشرعية والقانونية». وأوضح أن «حكومة الوفاق الوطني تؤلف على طاولة الحوار، لا بالقرارات الانفرادية».
وكرر مشعل رفض «حماس» لشروط الرباعية، لأنها «ظالمة ولا يجوز تقييد المصالحة الفلسطينية بها». ولفت إلى وجود «مؤامرة جديدة بشأن حق العودة يشارك فيها الرئيس المصري حسني مبارك وعباس»، معتبراً أن «حق العودة غير قابل للمساس».
في هذا الوقت، ظهر إلى العلن عزم «حماس» على مسك ملف الإعمار في غزة، الذي يفترض أن تتولاه حكومة رام الله. وقال نائب رئيس الحكومة المقالة، زياد الظاظا، لوكالة «فرانس برس»، «سنبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة باستخدام الطين (الطوب واللبن) لإعادة بناء البيوت التي دمرها الاحتلال في غزة».
وأوضح أن «إعادة البناء هذه ستتم بطريقة اختيارية لمن يرغب من أصحاب البيوت المدمرة». وطمأن الناس بالإشارة إلى دراسة «تفيد بأن البيوت المصنوعة من الطين يمكن أن تبقى صالحة للسكن لعشرات السنين. هذه عملية جادّة من قبل الحكومة لتجاوز الحصار المفروض على قطاع غزة».
وأوضح الظاظا أن «تغطية هذا المشروع ستتم من قبل الحكومة والمؤسسات العربية والمحلية الداعمة لإعادة الإعمار»، موضحاً أن «الحكومة قررت اعتماد أسلوب البناء القديم بسبب استمرار الحصار والإغلاق ومنع دخول المواد الأساسية للبناء». وأشار إلى أن «البدء في بناء البيوت من الطين سيسهم في تشغيل أعداد كبيرة من العمال العاطلين من العمل، والشركات العاملة في هذا المجال والمتوقفة بسبب الحصار».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)