Strong>شدّد على رفض الشروط المسبّقة في الحوار مع الفلسطينيّين... وأصرّ على توسيع الاستيطانكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس عن بعض ملامح خطته السياسية التي بقيت حتى الآن محل تكهّنات وتسريبات سياسية وصحافية. وعشية زيارته إلى كل من مصر اليوم والأردن، خرج نتنياهو عن صمته ليعلن رفضه الانسحاب من الجولان، واستعداده لمفاوضات غير مشروطة مع الفلسطينيين

محمد بدير
يخطو نتنياهو اليوم أولى خطواته على طريق سياسته الخارجية، التي اعتصم الصمت بشأنها منذ تسلّمه رئاسة الوزراء في الدولة العبرية قبل أكثر من شهر. وإذا كان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أرسل إشارات واضحة إلى نتنياهو عبر حرصه على أن يكون الزعيم الشرق أوسطي الأول الذي يلتقيه زعيماً عربياً، هو ملك الأردن عبد الله الثاني، خلافاً لثابتةٍ أميركية تعطي هذا الامتياز لرئيس وزراء إسرائيل، فإن نتنياهو حذا حذو أوباما مفضّلاً تمهيد الطريق إلى العاصمة الأميركية بزيارتين عربيّتين إلى كل من مصر والأردن تلبيةً لدعوة حاكميهما.
وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن نتنياهو سيعرض أمام الرئيس المصري حسني مباراك، الذي سيلتقيه اليوم في شرم الشيخ، والملك الأردني، بعد غد الأربعاء على الأرجح، تفاصيل أولية عن خطته السياسية في الموضوع الفلسطيني، قبل أن يكشف عنها كاملة في لقائه المزمع مع أوباما في الثامن عشر من الجاري.
ورغم الإيحاء بأهميته، يبدو أن الشأن الفلسطيني سيكون عنواناً ثانوياً في جعبة نتنياهو خلال لقاءَي القمة المزمعين، في ظل تشديد وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن «التهديد الإيراني» سيحتل صدارة المحادثات مع كل من مبارك وعبد الله الثاني.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول سياسي مقرب من نتنياهو قوله إن الأخير سيحاول إقناع الزعيمين العربيين بتأليف جبهة إسرائيلية عربية موحدة ضد طهران. وبحسب المسؤول نفسه فإن الضيف الإسرائيلي سيقول لمضيفيه العرب «إننا نقف معاً في مواجهة تهديد النظام الإيراني الذي يحاول الحصول على سلاح نووي من أجل فرض أجندته على المنطقة، وعلينا أن نعمل جميعاً من أجل كبح هذا الأمربدورها، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن نتنياهو ومبارك سيبحثان، إلى الشأن الإيراني، في المبادرة العربية التي يعرب نتنياهو «عن استعداده للبحث في بعض أجزائها من أجل دفع العملية السلمية في المنطقة قدماً». ورأت الصحيفة أن لقاء مبارك يكتسي أهمية سياسية كبيرة لأن الأخير مكلّف الحوار الفلسطيني الداخلي، وكذلك مفاوضات التبادل بشأن الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط. كما أشارت إلى أن إسرائيل ترى في العلاقة الاستراتيجية مع مصر أهمية أمنية مرتبطة بمكافحة تهريب السلاح إلى قطاع غزة.
ومن المقرر أن يرافق نتنياهو إلى شرم الشيخ وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي، بنيامين بن أليعيزر، الذي يتمتع بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية بعلاقات طيبة مع مبارك ورئيس مخابراته، الجنرال عمر سليمان.
وفي تصريحات استباقية هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة الحكومة، أعلن نتنياهو رفضه الانسحاب من الجولان السوري المحتل، واصفاً إياه «بالمكان الاستراتيجي لأمن إسرائيل». وقال نتنياهو في دردشة مع ممثلين للصحافة الناطقة بالروسية في إسرائيل الخميس الماضي إن «هضبة الجولان ضرورية للدفاع عن أمن إسرائيل ولن يكون بوسعنا أبداً النزول عنها». وأضاف «إن البقاء فيها يمنح إسرائيل تفوقاً استراتيجياً في حال حصول مواجهة مع سوريا».
من جهة أخرى، قال نتنياهو إنه يعتزم، خلال لقائه الرئيس الأميركي بعد أسبوع، التشديد على الحاجة لمواجهة إيران، التي وصف مشروعها النووي بـ «العقبة الرئيسية أمام السلام في الشرق الأوسط». وتابع «إذا تحولت إيران إلى دولة نووية فإن الدول العربية ستضطر إلى الانضمام إليها، ولن يسمح النظام الإيراني، الذي كان قد أعلن نيته تدمير إسرائيل، للزعماء العرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل».
وفي الشأن الفلسطيني، قال نتنياهو إنه «لا يضع أي شروط مسبّقة للمفاوضات، وكذلك غير مستعد لأن يكون هناك شروط مسبّقة من الجانب الفلسطيني». وإذ لمّح إلى أنه لن يقوم ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، استغرب المطالبة بوقف البناء في المستوطنات، معلّلاً ذلك بالحاجة إلى مواكبة النمو السكاني الطبيعي داخلها. وأوضح أنه يعتزم الإصرار على مواقفه في لقائه المرتقب مع أوباما «وخصوصاً أن الأمر يتعلق بمسائل مركزية ترتبط بإسرائيل».
إلى ذلك، يتوجّه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى لندن غداً حيث يلتقي نظيره البريطاني ديفيد ميليباند.
من جهة أخرى، صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الأسبوعية أمس على تعيين ليبرمان مسؤولاً عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية إنه من بين المهمّات التي سيتولّاها ليبرمان في إطار الحوار الاستراتيجي، الملف النووي الإيراني والمساعدات الأمنية الأميركيّة لإسرائيل.