Strong>لا تزال وتيرة الزيارات الأميركية إلى العراق متسارعة. وكان يوم أمس دور رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتحطّ رحالها في بغداد حيث استقبلها نوري المالكي بالإعراب عن استعداده لخرق «الاتفاقيّة»اختار رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، عباراته بدقة خلال استقباله رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في بغداد، أمس، ليسجّل تراجعاً جديداً في مواقفه السابقة. فالمالكي، صاحب التمسّك بتطبيق بنود الاتفاقية الأمنية الأميركية ـــــ العراقية بحذافيرها، انتهز اللقاء ليكشف النقاب عن موافقته على خرق أحد أبرز بنود هذه الاتفاقية التي تحدد نهاية حزيران المقبل موعداً نهائياً لانسحاب آخر جندي أميركي محتل من المدن العراقية.
وقال المالكي، في بيان، إن «الوضع الأمني جيد ولم نعد بحاجة إلى أعداد كبيرة من القوات العسكرية داخل المدن بعدما تمكنّا من السيطرة عليها».
وترجّح الموافقة الضمنية التي أعرب عنها المالكي، بقاء قوات الاحتلال في مدن بغداد والموصل وبعقوبة. وقد طمأن المالكي حلفاءه الأميركيين إلى أن «الانسحاب المسؤول لن يؤثر على الوضع الأمني»، محاولاً إغراء واشنطن بثروات بلاده لتشجيع الشركات الأميركية للإقبال على الاستثمار في بلاد الرافدين. وشدّد على حرصه على «تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة في جميع المجالات»، حاثاً الكونغرس على ممارسة «جهود لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والعلمية». وأعطى مثالاً على حسن سير الاستثمارات الأميركية في بلاده، مشيراً إلى سعي الشركات الأميركية لتطوير الصناعات النفطية.
وبدا المالكي متحمساً لخرق الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية أكثر من بيلوسي نفسها، إذ إنها أصرت على ضرورة أن «تكون مغادرة القوات الأميركية بحسب ما هو متّفق عليه بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة». وتعهدت بأن تستمر إدارة بلادها في «تقديم المساعدات الاقتصادية والثقافية في إطار الاتفاق الاستراتيجي» مع العراق، مذكّرة بأنها كانت «من أشد المعارضين لاستخدام القوة في العراق قبل وصولها إلى منصبها الحالي في مطلع عام 2007.
وعما دار خلال لقائها مع المسؤولين العراقيين، كشفت بيلوسي أنهم ناقشوا قضايا تتعلق بالفساد «وكيف أن تراجعه سيجلب المزيد من المساعدة للتنمية الاقتصادية». ولمّحت إلى بذل جهود «بخصوص الجانب المالي والحفاظ على الأموال العراقية»، في إشارة إلى القضية التي لا تزال عالقة بخصوص الديون المترتبة على العراق منذ عهد النظام السابق.
وكانت بيلوسي قد سبقت اجتماعها مع المالكي، بلقاء مع نظيرها العراقي إياد السامرائي في منزله. وكان مصدر برلماني عراقي قد أفاد بأنه تم تغيير مكان اللقاء بين المسؤولين من مقر مجلس النواب إلى منزل السامرائي داخل المنطقة الخضراء في بغداد بسبب اندلاع حريق في البرلمان لم تعرف أسبابه.
وترافقت الزيارة الثانية لبيلوسي إلى بغداد، مع مقتل جنديين أميركيين «في حادثين غير قتاليين» في شمال بغداد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)