Strong>عنصرية وبؤس وحرمان وأحلام أطفال مسروقة، صور يريد سكان مخيم عايدة، الذين ينحدرون من 43 قرية أزالها الاحتلال في 1948، إيصالها للبابا والضمير العالمي عله يتحرّكيسعى سكان مخيم عايدة في الضفة الغربية المحاذي لجدار الفصل العنصري إلى لفت نظر الحبر الأعظم، ومعه العالم، إلى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، وإلى الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل، والذي كُتب عليه بخط عريض «نرحّب بالبابا في مخيم عايدة».
أما الهمّ الأكبر للجنة استقبال البابا المكلفة إعداد زيارته إلى المخيم غداً أن يظهر بنديكتوس قريباً قدر الإمكان من الجدار الاسمنتي الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار. ويقول العضو في لجنة الاستقبال، مدير اللجنة الشعبية في المخيم، عدنان عجارمة، «نريد أن يرى العالم البابا على خلفية الجدار ومركز المراقبة الإسرائيلي».
وكانت اللجنة تنوي إقامة منصة على الجدار لاستقبال البابا عليها، لكنها تراجعت بطلب من الفاتيكان والسلطة الفلسطينية، وقررت تنظيم الحدث في باحة مدرسة تقع على بعد أمتار. ويرى عجارمة أن إسرائيل «مارست ضغوطاً» من أجل تغيير مكان الاستقبال. لكنه أكد أن المنصة التي سيجلس عليها البابا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ستكون على قدر كاف من الارتفاع ليظهر الجدار الفاصل في الخلفية من دون أن يغطيه حائط باحة المدرسة.
وقال عجارمة «سنحاول أيضاً إبطاء موكبه عندما يسير بمحاذاة الجدار لالتقاط أكبر عدد ممكن من الصور»، للبابا قرب الجدار الذي يمتد على أكثر من 650 كيلومتراً ويتوغل في الضفة الغربية. وأضاف «لست أبلهاً لأصدّق أن البابا سيحصل على حق العودة لنا، لكن زيارته ستذكر العالم بمعاناتنا وهذا يمكن أن يشكّل رافعة سياسية».
ويحيط بالمدرسة الابتدائية، التي اختيرت لاستقبال الحبر الأعظم، مسجد ومبان واجهاتها متسخة. ويلعب تلاميذ كرة القدم في الباحة المقابلة تحت أنظار مدرّس الرياضة. وتلقّى مسؤولو المبنى، الذي تديره وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمراً بألا يقولوا أي شيء خلال زيارة البابا، بل أن يتركوا الأطفال يتحدثون.
ويتحدث باسل أبو عودة، الذي يبلغ 14 عاماً، عمّا يريد من البابا. ويقول «أريده أن يرى البؤس الذي نعيش فيه والجدار والاحتلال وعائلاتنا التي طُردت من بيوتها وتحلم بالعودة إليها». ويشاركه في الرأي رفيقه نجدت العزة، الذي يضيف «آمل أن يتحدث عن معاناتنا للعالم أجمع وأن يقول إن الشعب الفلسطيني يريد العيش بسلام».
والعم عبد المجيد أبو سرور، الذي يتجاوز الـ75 عاماً، هو أحد أوائل اللاجئين الذين وصلوا إلى المخيم الذي بُني في 1952، بعدما فرّ من بلدته بيت ناطف قبل تدميرها. يترك عند الأذان محل البقالة الذي يملكه برفوفه شبه الفارغة، ويقول خلال توجّهه ببطء إلى المسجد لأداء الصلاة «ليس البابا هو من سيعيد لنا أراضينا، لكنني آمل على الأقل أن يقول للعالم إننا لسنا إرهابيين، بل أناس يريدون استعادة حقوقهم والعيش بسلام».
(أ ف ب)