ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن تنظيم «القاعدة» أعاد تفعيل خط تهريب المقاتلين إلى العراق عبر سوريا بعد توقف دام فترة طويلة. وذكّرت الصحيفة بأن إدارة الرئيس السابق جورج بوش كانت قد انتقدت سوريا كثيراً بسبب عبور المقاتلين الأجانب إلى العراق عبر أراضيها، ورأت أن «الحكومة الاستبدادية» للرئيس السوري بشار الأسد متورطة في هذا الأمر. لكن الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات «غير واثقَين مئة في المئة من ذلك». وكان مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، قد أشار الأسبوع الماضي إلى أن سوريا تعلم بوجود شبكة تهريب المقاتلين الأجانب «على الأقل على مستوى أجهزة استخباراتها». غير أنه أكد أنه ليس لدى الأميركيين فكرة عن مدى معرفة المسؤولين السوريين السياسيين بالشبكة.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن تدفق المقاتلين الأجانب عبر سوريا ارتفع إلى ما بين 80 و100 مقاتل شهرياً في منتصف عام 2007 ومعظمهم من الانتحاريين المحتملين، الذين جُنِّدوا عبر المواقع الإلكترونية من دول شمال أفريقيا. وأوضح أنه بعد تراجع هذا العدد بفضل تحسن الوضع الأمني في العراق والإجراءات الأمنية على الحدود، عاد عددهم ليرتفع في الآونة الأخيرة، إلى أن بلغ نحو 20 شهرياً.
وأوضح المسؤول أن قيادة «القاعدة» في العراق ترى أن الظروف أصبحت مواتية اليوم لاستئناف هجماتها. وبحسب مصدر أميركي تحدث للصحيفة، فإنّ قادة «القاعدة» سيطلبون من «وسطائهم» تزويدهم المساعدة من انتحاريين ومطلقي القذائف.
وسبق لقائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال دايفيد بيترايوس، أن أبلغ الكونغرس في أواخر الشهر الماضي أنه تم تفعيل خط تهريب مقاتلي «القاعدة» عبر سوريا إلى العراق. بدوره، جزم قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال ريمون أوديرنو، يوم الجمعة الماضي بأن «بعض المقاتلين الأجانب يواصلون عبور سوريا» إلى بلاد الرافدين.
وقد يكون أكثر ما يلفت في تقرير «واشنطن بوست» أن المسؤولين الأميركيين الذين أدلوا بتصريحاتهم حرصوا على عدم توجيه اتهام مباشر للنظام السوري في عبور المقاتلين من بلادهم إلى العراق.
وتوحي الصحيفة، في تقريرها، بوجود رابط ما بين عودة العمل على خط سوريا ـــــ العراق، وتمديد الرئيس باراك أوباما العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على سوريا، وتشديده في رسالته إلى الكونغرس، على دور دمشق في عدم استقرار العراق، إلى جانب الاتهامات الأخرى.
وتنبع خشية الجيش الأميركي تحديداً من المنطقة المحيطة بالموصل الشمالية الغربية المتاخمة للحدود السورية، التي يصفها مسؤولون أميركيون بأنها «آخر معقل للقاعدة» في العراق.
(الأخبار، يو بي آي)