محمد بديرصبّ مسؤولون إسرائيليون جام غضبهم على مسؤولي السلطة الفلسطينية على خلفية توجههم إلى المحكمة الدولية في لاهاي لمحاكمة الضباط الإسرائيليين بتهمة ارتكابهم جرائم حرب ضد الفلسطينيين، خلال العدوان على غزة. هذا الغضب وجد تعبيراً له في الاتهامات التي وجهها رئيس الأركان غابي أشكينازي ومسؤولو وزارة الخارجية إلى مسؤولين في السلطة الفلسطينية، والتي كشفوا فيها عن حصول تعاون أمني إسرائيلي ـــــ فلسطيني في الحرب على «حماس»، وقيام المسؤولين في السلطة الفلسطينية بالضغط على إسرائيل لإسقاط حكومة «حماس» في غزة، قبل العدوان وخلالها.
وتبدو الحملة الإسرائيلية منسّقة من حيث التوقيت والمضمون، ذلك أنه ليس من قبيل الصدفة أن تتسرّب إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية مضامين رسالة أشكينازي ووثيقة الخارجية الإسرائيلية في يوم واحد، الأمر الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام.
وكشفت صحيفة «هآرتس» عن أن أشكينازي بعث برسالة إلى وزير العدل يعقوب نئمان، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، والمستشار القضائي للحكومة مني مزوز، احتجّ فيها على السلوك الفلسطيني. ورأى أشكينازي أن هذا السلوك «خطير في ضوء العلاقات بين إسرائيل والسلطة، ولا سيما في ضوء التعاون الأمني في محاربة حماس، والقتال المشترك ضد العدو المشترك في حملة «الرصاص المصهور».
كذلك نقلت «هآرتس» عن ضباط في الجيش الإسرائيلي توضيحهم أن عدم نجاح حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في تنفيذ عمليات قاسية داخل الأراضي الإسرائيلية، من أسبابه، التعاون الذي تعزز خلال السنة الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» من جهة وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من جهة أخرى.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «معاريف» أن محافل سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل تعرب عن غضبها من سياسة السلطة في ما يتعلق بمحاولات تقديم ضباط من الجيش الإسرائيلي وسياسيين إلى المحاكمة أمام المحكمة الدولية في لاهاي. وكشفت عن وثيقة أُعدّت لعناية وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ورد فيها أنه في أثناء حملة «الرصاص مصهور»، «ضغطت محافل فلسطينية رفيعة المستوى على إسرائيل للعمل بحزم لإسقاط حكم حماس».
ونقلت «معاريف» عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله «إن الفلسطينيين يدوسوننا على الرأس في أوروبا، ولا سيما في موضوع المحكمة في لاهاي. ويدور الحديث عن خطوة منافقة مكشوفة: من جهة، ضغطوا علينا كي نضرب حماس في غزة وشجعوا الخطوة العسكرية، والآن هم يطالبون بتقديم ضباط إلى المحاكمة. وقد طلبوا أن ننقذ رجالهم في غزة، وأن ندخلهم إلى المستشفيات، وأن نقدم لهم المساعدة. طلبوا تحرير سجناء في أعقاب الحملة. كلّ طلباتهم استجيبت، والآن ينتهجون هذه اللعبة المزدوجة».