الحكيم نحو إعادة الروح إلى «الائتلاف الموحّد» لاستعادة «دوره المشرق»بغداد ــ الأخبار
انتقد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس، الديموقراطية التوافقية التي «تتناقض مع مبدأ الديموقراطية الحقيقية وتحمل في طياتها مشاكل عانت منها حكومتنا». وأعرب، في معرض رده على أسئلة الإعلاميين من خلال نافذة تواصل عبر الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للإعلام، عن اعتقاده بأن النظام الرئاسي أفضل من النظام البرلماني الجاري تطبيقه حالياً. وقال: «أرى أن النظام الرئاسي أفضل من النظام البرلماني إذا كان الأخير وفق الاستحقاق الانتخابي، وأن يكون الانتخاب مباشراً من الشعب».
وعن انتخابات المحافظات التي جرت أخيراً، وأعطت اللوائح المدعومة منه فوزاً كاسحاً، قال المالكي «إن نتائج الانتخابات أربكت مواقف الكثيرين، لأنها غيرت الخريطة السياسية، وأعادت صياغة حاضر العراق وربما مستقبله نحو الأفضل».
وفي رده على سؤال يتعلق بتصاعد وتيرة العنف، أشار المالكي إلى أن هذه التفجيرات «لا تمثّل خطراً» لأنه «لم يعد بإمكان هذه القوى احتلال شبر واحد في المدن كما كان في السابق».
وعزا المالكي أسباب تصاعد وتيرة التفجيرات إلى «إطلاق سراح المعتقلين من السجون الأميركية بتسرع»، مشيراً إلى أنه «كان من أسباب هذه النشاطات الإرهابية». وعن المراحل التي قطعتها عملية تنفيذ الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية، شدّد على أن الجداول الزمنية للانسحاب الأميركي، «غير قابلة للتغيير».
واستغل المالكي لقاءه مع وفد يمثل وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين في بغداد ليكشف عن وجود مشروع حوار تصالحي مع الأكراد «سيبدأ خلال الفترة المقبلة»، وفقاً لبيان صدر عن مكتبه الإعلامي. وطمأن أعضاء الوفد إلى أن «الأمور تتحرك باتجاه الأفضل والأيام المقبلة ستشهد حوارات بين الحكومة وإقليم كردستان».
في هذا الوقت، كان المنافس الرئيسي للمالكي على الساحة الشيعية، رئيس «المجلس الأعلى الاسلامي»، عبد العزيز الحكيم، يطلق التحضيرات الفعلية لخوض معركة الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الأول المقبل.
وفي خطوة عدّها المراقبون «استباقية» لجهود المالكي لإعادة تشكيل «الائتلاف العراقي الموحد»، كلّف الحكيم الشيخ همام حمودي تشكيل الائتلاف الجديد، داعياً المالكي إلى «التعاون الجاد» معه من موقعه زعيماً لحزب «الدعوة الاسلامية» الشيعي، فيما ينوي المالكي أن يشكل ائتلافاً وطنياً يضم كل الطوائف والقوميات العراقية، حسبما كشفه رئيس الوزراء قبل أيام.
ولاحظ مراقبون أن الحكيم استبعد في هذا التكليف، أبرز عنصرين قياديين في «المجلس الأعلى»، وهما: نجله عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، ما فُسّر بأنه يدل على وجود خلافات على الدور القيادي الذي يريد «المجلس» أن يؤدّيه في الائتلاف الجديد. وجاء في بيان للحكيم: «أكلف الشيخ همام حمودي أن يمثلني في تفعيل الائتلاف الحالي، وتشكيل ائتلاف المرحلة المقبلة، وأطلب من الإخوة جميعاً، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، التعاون الجاد معه لإعادة بناء الائتلاف ورسم مساره في الانتخابات المقبلة».
وبدا أن الحكيم يحاول إعادة الروح إلى جسد «الائتلاف الموحد»، بعدما انفصلت عنه أبرز مكوناته، وفي مقدمتها التيار الصدري وحزب الفضيلة وتيارات من «الدعوة». وبعدما ذكّر بالدور «المشرق» الذي أداه «الائتلاف» في المرحلة السابقة، على مختلف الصعد، رأى أنّ من الضروري «أن يحافظ الائتلاف الموحد على وحدته وفاعليته، والالتزام بسياسته الوطنية في الانفتاح على جميع القوى الخيرة».

(يو بي آي)