أثارت زحمة السير الخانقة على أوتوستراد جونية ـــــ بيروت بسبب أعمال التزفيت منذ أيام سخط وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، فسارع إلى عقد مؤتمر صحافي اقترح فيه على كل مواطن، عانى من أزمة السير، التقدم بمراجعات قانونية إلى النيابة العامة أو إلى مجلس شورى الدولة ضد الإدارة المختصة، وطالب بوقف كل عمليات الحفر والأشغال إلى حين تشكيل هيئة تنسيق بين الوزارات والهيئات المختصة (...)لا شك في أن موقف الوزير بارود «نادر جداً»، إذ غالباً ما يتجاهل الوزراء المعنيون مشكلات الناس على الطرقات وشكواهم الدائمة مما يحصل عليها... لكن وزير الداخلية هو أيضاً مسؤول عن قوى الأمن الداخلي وأجهزتها وفروعها، فلماذا لا يُظهر المستوى نفسه من السخط عندما تقطع هذه القوى بأسلوب ميليشياوي ظاهر طرقاً رئيسية من دون توفير أي بدائل للعابرين بحجة وجود مسؤول ما أو احتفال في هذا المبنى أو ذاك؟ وهذا ما حصل، على سبيل المثال، يوم الأحد الماضي قبل حفل وضع حجر الأساس لمشروع النهوض بالمكتبة الوطنية في مبنى كلية الحقوق سابقاً في الصنائع وبعده... فالقوى الأمنية عمدت إلى قطع الطريق الرئيسية باتجاه مصرف لبنان، وأجبرت السيارات على تغيير وجهة سيرها نحو اليمين حيث معظم الطرقات مقفلة بسبب الحماية الأمنية لمنزل النائب وليد جنبلاط، ما فرض على السائقين العودة إلى الوراء، باتجاه برج المر، والبحث عن طرق سالكة للوصول إلى شارع الحمرا.
هذا ما يحصل دائماً، ومعالجته لا تستدعي هيئة تنسيق بين الوزارات، بل القليل من الكفاءة والاحترام لحقوق المواطنين وكرامتهم.
(الأخبار)