لم يكن حظ الملك الأردني، عبد الله الثاني، أفضل من الرئيس المصري حسني مبارك، فكان له نصيب أيضاً من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلبه الاعتراف بحل الدولتين، وذلك خلال القمّة المفاجئة التي جمعتهما أمس في مدينة العقبة الأردنيّة.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو قال لعبد الله الثاني: «إنني أعي الحاجة إلى وجوب دفع المفاوضات مع الفلسطينيين، وأعتزم إجراء مفاوضات سياسية وأمنية واقتصادية (متوازية)، بحيث لا يكون أي منها على حساب الآخر». وأضاف: «إنني مقتنع بوجوب تغيير الواقع الميداني» في الضفة الغربية. وأكد نتنياهو للملك الأردني أن «بحوزته خطة لتقوية أجهزة الأمن الفلسطينية الخاضعة للسلطة الفلسطينية ودفع مشاريع اقتصادية في موازاة المفاوضات السياسية». وطالب عبد الله «بضرورة إشراك دول المنطقة ودول عربية أخرى (أي دول الخليج) لتعزيز دائرة السلام وتوسيعها».
بدوره، أبلغ عبد الله الثاني نتنياهو بموقف بلاده الداعي إلى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية وحل «دولتين لشعبين».
وكانت مصادر في الديوان الملكي قد قالت إن عبد الله طالب، خلال المباحثات، رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي غادر بعد زيارة قصيرة للأردن، بوقف كل عمليات الاستيطان والخطوات التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، ورفع الحواجز، وإنهاء الحصار، والدخول فوراً في مفاوضات «جادة» مع السلطة الوطنية الفلسطينية للوصول إلى حل الدولتين في أسرع وقت ممكن. وأضافت المصادر أن الملك عبد الله «شدّد على وجوب وقف كل الإجراءات والحفريات والخطوات الأحادية التي تقوم بها إسرائيل في مدينة القدس، والتي تهدد الأماكن المقدسة وتستهدف تغيير هويتها وتفريغها من أهلها العرب المسلمين والمسيحيين».
وأعاد عبد الله التحذير من أن «تفويت الفرصة السانحة لإنهاء الصراع سيهدّد أمن المنطقة واستقرارها برمتها، مؤكداً أن إسرائيل لن تحصل على الأمن والاستقرار إذا لم يحصل الفلسطينيون على حقهم في الدولة والعيش بسلام وأمن».
وفي ما بدا أنه رد مباشر على تصوّرات نتنياهو لمستقبل عملية السلام، قال عبد الله إن «أي حديث عن تمكين اقتصادي خارج إطار الحل السياسي الذي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، مرفوض».
من جهته، ندد حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لـ«الإخوان المسلمين» في الأردن، باستقبال «المجرم نتنياهو». ورأى، في بيان تحت عنوان «في بيتنا سفاح مجرم»، أن زيارة نتنياهو «غير المرحَّب بها تمثّل رافعة سياسية لتجميل صورة حكومة الإرهابي اليميني المتطرف وتمهد الطريق لعقد صفقات مريبة وربما خطة طريق جديدة قبل زيارته لواشنطن».
(أ ف ب، يو بي آي)