تواصل إسرائيل أعمال البناء في منطقة «إي ـــــ1» وتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» والمستوطنات المحيطة بها في المنطقة الواقعة شرق القدس الشرقية، التي ستؤدي، في حال استكمال المخطط الاستيطاني فيها، إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية.وذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن «جولة ميدانية في هذه المنطقة أكدت أن الضم الزاحف مستمر، حتى لو أن الهدف لا يزال بعيداً عن التطبيق»، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لتنفيذ مخطط «إي ـــــ1».
وأضافت الصحيفة أن ثمة أساساً للمخاوف الفلسطينية من هذا المخطط لأن «إي ـــــ1» هو الموقع الوحيد الذي تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بصورة واضحة، ببنائه عشية الانتخابات، كذلك فإن شريكه السياسي (رئيس حزب العمل) ووزير الدفاع إيهود باراك، أعلن تأييده لأعمال البناء هناك.
وقالت الصحيفة إن التطورات الأساسية الحادثة أخيراً تتعلق بمخططات عديدة، أولها توسيع مستوطنة «كيدار»، التي تسكنها 80 عائلة، التي تسعى إسرائيل إلى ضم ثمانية آلاف دونم إليها. إضافة إلى ذلك أوصت لجنة عينتها وزارة الداخلية الإسرائيلية بدمج مستوطنتي «معاليه أدوميم» و«كيدار»، الأمر الذي سيؤدي، بحسب الصحيفة، إلى إجلاء مئات البدو عن الأراضي التي يقطنون فيها. وتم الانتهاء في العام الماضي من أعمال إنشاء بنية تحتية للتمهيد لأعمال بناء في منطقة «إي ـــــ1»، بينها شق طرق وبناء مقر للشرطة الإسرائيلية، وفي حال اتخاذ قرار بالمصادقة على أعمال بناء قرابة 4 آلاف وحدة سكنية في المكان، سيكون بالإمكان الشروع في هذه الأعمال خلال نصف عام.
كذلك تتواصل أعمال بناء لتوسيع مستوطنات تقع شمال شرق «معاليه أدوميم»، وبينها مستوطنات «كفار أدوميم» و«علمون» و«متسبيه غرانيت» و«نوفي فرات». وأكدت «هآرتس» أن «ثمة قاسماً مشتركاً لجميع هذه التطورات، وهو سلب دونم هنا ودونم هناك لتوسيع السيطرة على المنطقة»، وأنه في حال تنفيذ المخطط، فإن إسرائيل ستضم إليها 63 ألف دونم تقع شرقي الخط الأخضر وتعادل 1.2 بالمئة من مساحة الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن العميد شاؤول أريئيلي، العضو في مجلس السلام والأمن والخبير في شؤون الجدار وأحد قادة «مبادرة جنيف»، قوله إن «ثمة تفسيرين للخطوات الإسرائيلية، هما السعي لتخريب متعمد ومتواصل لاحتمال التوصل إلى اتفاق دائم، أو تبذير كبير للغاية لأموال الجمهور».
وأضافت الصحيفة أن ما يحصل يظهر بوضوح أنه «بعد ثلاث سنوات من الجلطة الدماغية التي شلّت أرييل شارون، لا تزال الخرائط التي رسمها تبلور الواقع الإسرائيلي على الأرض».
(يو بي آي)