لم تمثّل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق، أمس، واجتماعه بالرئيس بشار الأسد، خبراً دسماً في ظل فقر التصريحات الرسمية. وحدها مقاطعة «فصائل» دمشق لأبي مازن هي التي برزت عشية الموعد المبدئي المقرر لاستئناف حوار القاهرة غداًبقيت مداولات الرئيسين السوري بشار الأسد والفلسطيني محمود عباس في دمشق، أمس، بعيدة عن الإعلام وعن تصريحات المسؤولين. وعدا المقاطعة التي وجدها أبو مازن من قبل الفصائل الفلسطينية غير المنضوية في منظمة التحرير، اكتسبت الزيارة قيمتها من معطيين رئيسيين: أنها تأتي عشية الموعد المبدئي لاستئناف جلسة الحوار الفلسطيني المقررة في القاهرة غداً، وأن الزيارة تسبق توجّه عباس إلى واشنطن في 28 أيار الجاري، وخصوصاً أن الأسد استقبل قبل أيام الملك الأردني عبد الله الثاني، العائد للتو من العاصمة الأميركية، حيث التقى الرئيس باراك أوباما وتحدث عن خطة أميركية جديدة لتطبيع إسلامي ـــــ إسرائيلي.
ونقل بيان رئاسي عن الأسد تشديده على أنّ «نبذ الخلاف وتحقيق المصالحة الفلسطينية يمثّلان أساساً لا غنى عنه للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة».
ولم تحمل تصريحات كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي رافق أبو مازن في زيارته السورية، غنىً أكبر مما حمله البيان الرئاسي السوري. فقد كشف عريقات أن عباس أطلع مضيفه على وضع عملية السلام والحوار الوطني الفلسطيني في نقاش «معمّق وجدّي ومكثّف».
ونقل عريقات عن الأسد «دعمه الكامل للموقف الفلسطيني ووجوب تحقيق السلام الشامل في المنطقة، لأن سوريا لن تقبل بأقل من الانسحاب الإسرائيلي». وقال عريقات «لن نسمح، كطرف فلسطيني، بالتلاعب بالمسارات، ولن نسمح لأي جهة بأن تلعب بالمسار السوري على حساب المسار الفلسطيني».
ورداً على سؤال بشأن رفض الفصائل الفلسطينية، التي تتخذ من دمشق مقراً لها، لقاء عباس، اكتفى عريقات بالإشارة إلى أن «الزيارة بدعوة من الرئيس الأسد وللقاء الرئيس الأسد وتجري في إطار التنسيق والتعاون بين البلدين قبل توجّه عباس إلى واشنطن».
وطالب عريقات حركة «حماس» بضرورة «إنهاء الانقلاب»، لافتاً إلى أنه «ليس المطلوب من حماس الاعتراف بإسرائيل أو بكل الاتفاقات الموقّعة معها، بل التفريق بين وظيفة الحكومة ووظيفة الفصائل، وبالتالي السعي بالحوار إلى إيجاد نقاط ارتكاز لحكومة فلسطينية يمكنها إعادة إعمار غزة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية».
وفي السياق، جدّد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تأكيده أن السلطة الفلسطينية «لن تقبل أن تبقى الأراضي الفلسطينية من دون حكومة، لأن العالم يضع العراقيل أمام عدم وجود مثل هذه الحكومة، سواء من أجل تقديم المساعدات أو التعامل في جميع القضايا».
وكانت الفصائل غير المنضوية في منظمة التحرير في دمشق قد قررت مقاطعة عباس وعدم الاجتماع به، لأن خطواته السياسية والتنظيمية «غير شرعية وغير دستورية وغير قانونية». وقالت الفصائل، في بيان، «لا نريد تغطية سياسية لمواقف محمود عباس وتصريحاته وخطواته قبل تأليف الحكومة الفلسطينية بعيداً عن المصالحة الوطنية، إضافة إلى عدم توفير التغطية قبل زيارته إلى واشنطن».
إلى ذلك، تلقّى الرئيس السوري، أمس، رسالة شفهية من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «تتعلق بالعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع في المنطقة»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا».
ونقل الرسالة رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي استقبله الأسد بعد ظهر أمس.
(سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)