مثّل افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت في الأردن، أمس، مجالاً إضافياً لإطلاق مواقف سياسية جديدة وتكرار بعضها؛ فالملك الأردني عبد الله الثاني حضّ إسرائيل على «الالتزام بالسلام»، مؤكداً أن «المبادرة العربية توفر فرصة تاريخية لإيجاد مستقبل أفضل للشرق الأوسط». وقال: «نحن التزمنا بالسلام، ويجب على إسرائيل أن تلتزم أيضاً»، مطالباً بفعلٍ «يقود إلى نتائج ملموسة».وأضاف عبد الله أن «مبادرة السلام العربية قدمت لإسرائيل مكاناً في الجوار، وقبولها من 57 دولة لا تعترف بإسرائيل حتى الآن». وأوضح أن «هذا ما يوفر الأمن الحقيقي، الذي لا تستطيع أن تحققه الحواجز ولا الجيوش المسلحة». ورأى أن المبادرة «فرصة تاريخية لإيجاد مستقبل أفضل لكل مواطن في المنطقة يقوم على أساس اتفاق لإنهاء الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي وفق حل الدولتين». وجدد قوله إن «كل تأخير في تحقيق السلام جلب مزيداً من المخاطر على الفرقاء والمنطقة والعالم».
وتطرق عبد الله إلى ذكرى النكبة الذي صادف أمس، مشيراً إلى «الكارثة التي حلت بالفلسطينيين قبل 61 عاماً. هذا التاريخ ليس بكارثي بالنسبة إلى الفلسطينيين فحسب، بل لكامل الشرق الأوسط».
من جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أنه «متفائل بنيات إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حيال السلام في المنطقة»، مجدداً تأكيده «الالتزام بمبادرة السلام العربية من دون أي تعديل». وأوضح أن «الفترة المقبلة ستشهد وضوحاً أكبر في الرؤية حيال التحرك الأميركي إزاء عملية السلام».
وجدد موسى رفض الدول العربية لطروحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن السلام في المنطقة، قائلاً إن «ما يطرحه الأخير غير واقعي ولا يمكن قبوله على الإطلاق». وشدد موسى على ضرورة قبول إسرائيل بالمبادرة العربية كما هي، موضحاً أن «هذه المبادرة ليست مجرد إعلان نيات، بل هي جهد عربي لتحريك الموقف في المنطقة».
وأعاد موسى تأكيد الموقف العربي الذي تبنته القمة العربية الاقتصادية في الكويت في شباط الماضي، وهو أن «هذه المبادرة لن تبقى مطروحة للأبد».
ودافع موسى عن لقاءات الزعماء العرب مع نتنياهو، قائلاً إن «هناك قيادة جديدة في إسرائيل، ولا بد من الاستماع إليها». وأوضح أن تركيز نتنياهو على الخطر الإيراني يندرج في سياق «التسويف والمماطلة».
إلى ذلك، أكد السياسي الأردني باسم عوض الله، في أول ظهور له منذ إقصائه عن منصب رئيس الديوان الملكي الأردني، أن انعقاد المؤتمر للمرة الخامسة في الأردن، إشارة إلى «الدور الإقليمي الهام لبلاده».
(أ ف ب، يو بي آي)