ندد السودان، أمس، بالغارات الجوية الثلاث التي شنّتها على أراضيه القوات النظامية التشادية «المصممة على الانتهاء» من المتمردين، وعلى مواصلة «حقها في ملاحقتهم»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن الخرطوم ربما تكون منفتحة على حل سياسي للصراع المتنامي.وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني، عثمان الاغبش، تعرض السودان لغارة ثالثة، أول من أمس، قائلاً «صباح اليوم (أول من أمس) عند العاشرة والنصف حصلت عملية جديدة في الموقع نفسه وبالوسيلة نفسها». ونبه إلى إمكان الرد، قائلاً إن الجيش السوداني لا يزال ينتظر إشارة من الحكومة بشأن كيفية الرد على الهجمات.
ورأى الأغبش أن دولة ثالثة ربما تكون قد ساعدت تشاد في الهجوم، في إشارة محتملة إلى فرنسا التي تتهمها الخرطوم بدعم نظام نجامينا. وقال إن الغارات التي وقعت تتجاوز نطاق قدرات تشاد العسكرية، «ما يعني أن تشاد ليست وحدها». لكنه أشار إلى أن «السلطات ربما لا تزال تسعى من أجل حل دبلوماسي». ورأى أن الحادث مرتبط بقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية ولن يحل من خلال الخيار العسكري.
وفي سياقٍ متصل، قال المسؤول في وزارة الخارجية السودانيّة، علي يوسف أحمد، إن الخرطوم كثف بالفعل أنشطته الدبلوماسية منذ الغارات الجوية ويجري مشاورات مع جيرانه، وأعلن مشاورات مع الاتحاد الأفريقي، فيما أرسلت السنغال وفداً إلى الخرطوم لبحث الأزمة.
وعلى المقلب الآخر، رأى الرئيس التشادي إدريس ديبي، أن الغارات الجوية «حق» لنجامينا في ملاحقة المتمردين. وقال «لقد استخدمنا حقنا في ملاحقتهم، وهذا الحق بالملاحقة سيستمر بدعم الشعب التشادي». وشدد على أن «الجيش مصمم على الانتهاء كلياً من كل المرتزقة (الذين يعملون) لمصلحة السودان». وقال «إن السودان ليس لديه أي مصلحة في تهديد تشاد أو تهديدها بأعمال انتقامية ليس قادراً على القيام بها».
وأثارت التوترات بين السودان وتشاد قلق الغرب. وعبرت فرنسا، في بيان لوزارة الخارجية، عن «قلقها من التوترات المتزايدة بين تشاد والسودان»، ودعت «بإلحاح الطرفين لتفادي أي تصعيد». ورأى الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، المكلف الشؤون السياسية، هايلي منكيريوس، خلال زيارته إلى أديس أبابا، أنه يجب على الحكومة التشادية «أن تتفاوض مع المتمردين التشاديين»، وشدد على أهمية «التوصل إلى حل سلمي للقضية».
( أ ف ب، رويترز)