القاهرة ــ الأخبارتعاطف المصريون مع رئيسهم حسني مبارك، أمس، بعد وفاة حفيده الأكبر، محمد (12 عاماً)، نجل ابنه الأكبر علاء. وهيمنت حالة من الحزن على الشارع المصري، على الرغم من تصاعد السخط الشعبي على سياسات مبارك. ورفع المصريون شعارات «لا شماتة في الموت» تعبيراً عن تعاطفهم.
وبينما كلّلت وسائل الإعلام المستقلة والرسمية، المرئية منها أو المسموعة، برامجها بالسواد، وغيّرت طبيعة بثّها لإذاعة القرآن وأدعية وأغانٍ دينية، بثّ التلفزيون الحكومي، للمرة الأولى، صوراً فوتوغرافية للحفيد الراحل مع أسرة آل مبارك، يظهر فيها مدى تعلق الرئيس بحفيده.
وبينما امتزج التعاطف بالسخط، تردّدت حوارات في شوارع القاهرة، بعضها يقول: «إذا كان حفيد الرئيس قد مات بتسمم غذائي كما يقولون، فكيف سنموت نحن؟ بالجفاف». وكانت قد انتشرت شائعة تفيد بأن الحفيد تعرض لنزف في الرأس نتيجة تسمّم أصابه بعد تناول وجبة غذائية خارج المنزل. وتغيّب مبارك عن أداء صلاة الجنازة وعن مراسم تشييع جثمان محمد، واضطرت قرينته، سوزان، إلى الاعتذار عن حضور حفل تكريم لها في لندن. وبينما لم يصدر أي توضيح رسمي يبرر تغيّب الرئيس عن حضور المناسبة الأليمة، قالت مصادر مصرية إن مبارك «دخل في حالة نفسية صعبة للغاية، وإنه لم يكن يريد أن يظهر أمام المواطنين بحالة الضعف هذه».
وشُيِّع جثمان محمد من مسجد آل رشدان في ضاحية مدينة نصر شرقي القاهرة بعد عصر أمس، بمشاركة أفراد أسرة الرئيس، يتقدمهم والد الفقيد علاء، وجمال مبارك اللذان حملا الجثمان لفترة خلال الجنازة.
وأمّ شيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي، المصلين بحضور رئيس الوزراء أحمد نظيف ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف وكبار رجال الدولة وسفراء الدول المعتمدين لدى القاهرة.
وفيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن محمد مبارك كان مصاباً بسرطان الدم «لوكيميا»، لم تكشف رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان إعلان وفاة محمد علاء مبارك (12 عاماً)، عن تفاصيل أسباب الوفاة، واكتفت بالقول إن الوفاة وقعت «إثر أزمة صحية تعرض لها خلال اليومين الماضيين».
وأشار مصدر حكومي إلى أن حفيد مبارك نُقل بطائرة خاصة أقلعت من مطار القاهرة إلى مستشفى في باريس للعلاج قبل ثلاثة أيام، لكنه عاد أول من أمس في حالة صحية ميؤوس منها، ليتوفّى في أحد مستشفيات القاهرة.
ولم يعرف عن والد المتوفى أي اهتمامات سياسية، على النقيض من جمال (44 عاماً) المرشح لخلافة والده في سدة الرئاسة.


للرئيس حسني مبارك حفيدان من ابنه علاء: محمد (12 عاماً) الذي توفي أمس، وعمر (ست سنوات). ولم ينجب جمال (الصورة)، الابن الأصغر للرئيس، أطفالاً منذ زواجه وخديجة الجمّال التي تصغره بنحو 20 عاماً قبل أكثر من عامين. وعُرف عن المتوفى منذ طفولته الباكرة قربه من جده الذي ظهر معه في عدة صور أسرية. ويؤكّد المقربون من القصر أن إجراءات أمن خاصة كانت تصاحب حفيد مبارك المتوفى في تحركاته خارج المنزل.
(الأخبار)