نفذت السلطات السعودية أمس عقوبة الجلد علناً بالمدوّن السعودي رائف بدوي الذي تلقى 50 جلدة بالقرب من مسجد في مدينة جدة، وهي أولى حصص الجلد التي ستنفذ ببدوي كجزء من عقوبته التي تقررت بعد إدانته بتهمة «إهانة الإسلام».وجلد بدوي (30 عاماً) أمام جمع من الناس بعد صلاة الجمعة قرب مسجد الجفالي، وفق شهود، لمدة ربع ساعة. وكان قد حُكم على المدوّن، مؤسس موقع «الليبراليون السعوديون» ومؤسس «الشبكة الليبرالية السعودية الحرة» التي تحوي منتدى للنقاش، في أيار 2014 بالسجن عشر سنوات وألف جلدة ستنفذ على مدى 20 أسبوعاً وغرامة بقيمة مليون ريال (267 ألف دولار). وبدوي المعتقل منذ 17 حزيران 2012 حائز جائزة «مراسلون بلا حدود» لحرية التعبير لعام 2014.

وقد اقتيد رائف بدوي إلى الساحة في سيارة للشرطة، وقرأ موظف أمام الجمع الحكم الصادر بحقه، ثم طلب منه أن يقف وظهره للناس، وقام رجل بجلده.
ولم يبك بدوي أو يصدر عنه أي صوت، كما تابع الجمع تنفيذ العقوبة بصمت. ونبّهت الشرطة الحاضرين إلى أنه لا يسمح لهم بتاتاً بالتصوير.
وقالت سعاد الشمري، الناشطة الحقوقية مع بدوي، أثناء محاكمته، إن الموقع «انتقد شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعض الممارسات والفتاوى» التي اعتبرتها «مسيئة لجوهر الاسلام».
وقد طلبت واشنطن من السعودية، أمس، عدم تنفيذ عقوبة الجلد التي اعتبرتها «غير إنسانية».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي إن «حكومة الولايات المتحدة تدعو السلطات السعودية إلى إلغاء هذه العقوبة الوحشية وأن تعيد النظر في ملف بدوي وإدانته»، مضيفة أن واشنطن «تعترض بقوة على القوانين المتصلة بإهانة الإسلام والتي تقيد حرية» التعبير والمعتقد.
من جهتها، وبعد ساعات من جلد المدوّن السعودي، ندّدت منظمة العفو الدولية بشدة بهذه الممارسة «الغاشمة والقاسية والتي يحظرها القانون الدولي».
وشدد المدير المساعد في المنظمة لمنطقة شمالي أفريقيا والشرق الأوسط، سعيد بومدوحة، على أن «السلطات السعودية أظهرت من خلال تجاهلها الدعوات الدولية إلى إلغاء عملية الجلد، لامبالاة مشينة إزاء أبسط مبادئ حقوق الانسان».
ووصفت «العفو الدولية» رائف بدوي بأنه «سجين رأي».
كذلك ندّدت منظمة «مراسلون بلا حدود» بما اعتبرته «عقوبة غير إنسانية ومخالفة للقانون الدولي»، واعتبرت أن «يوم 9 كانون الثاني 2015 يمكن أن يكون جمعة العار في السعودية».
وقالت مديرة البرامج في «مراسلون بلا حدود»، لوسي موريون، إنه «في الوقت الذي أدانت فيه السعودية الاعتداء الجبان» على «شارلي إيبدو»، فإن من المستغرب أن يعاقب هذا البلد في الآن ذاته «مواطناً لم يفعل سوى الدفاع عن حرية التعبير والاعلام التي دفع صحافيون فرنسيون حياتهم ثمناً لها».
وأطلقت «مراسلون بلا حدود» عريضة تدعو الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى العفو عن رائف بدوي.
من جهة أخرى، ألقت السلطات السعودية القبض على ثلاثة سعوديين وأربعة سوريين على صلة بتفجير انتحاري وهجوم مسلح على حدود السعودية مع العراق.
ونقلت وكالة «الأنباء السعودية» أمس عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن ثلاثة من أربعة مهاجمين قتلوا خلال الحملة جميعهم سعوديون ووصفهم بأنهم من «عناصر الفئة الضالة»، في إشارة إلى تنظيم القاعدة.
وأشار إلى أن المنفذين الذين تم الكشف عن هوياتهم هم ممدوح نشاء عواض المطيري وهو من قام بتفجير نفسه في الموقع، وعبدالرحمن سعيد سعيد الشمراني، وعبدالله جريس عبدالله الشمري.
ولفت إلى أنه «في ما يخص الرابع الذي لقي مصرعه بانفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه أثناء تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن، فلا تزال الإجراءات قائمة للتثبت من هويته»، وبيّن أن عمليات المسح الأمني لمواقع الجريمة أدّت إلى ضبط عدد من الأسلحة والقنابل والمتفجرات ومبالغ مالية كانت في حوزتهم.
وأوضح المتحدث الأمني أنه على خلفية هذه الجريمة تمكنت قوات الأمن من مداهمة موقعين في مدينة عرعر والقبض على (7) أشخاص ممن لهم ارتباط بها، (3) منهم سعوديون، و(4) سوريون.
(أ ف ب، رويترز)