يحيى دبوقكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عشية عودته من الولايات المتحدة، أمس، أنه اتفق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على الحاجة إلى استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين وسوريا والعالم العربي.
لكن أجواء لقاء الثنائي أوباما ـــــ نتنياهو في البيت الأبيض، انعكست تبايناً في الموقف داخل الساحة الإسرائيلية. فقد جدد النائب الأول لنتنياهو، سيلفان شالوم، أمام الكنيست، رفض حكومته لأي انسحاب من القدس الشرقية، رداً على الأنباء التي تحدثت عن مبادرة السلام التي يعتزم سيد البيت الأبيض طرحها، وتقضي بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وجزم بأنه «لن تُقسَّم القدس، وستبقى إلى الأبد العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وهذا ليس وعداً بل حقيقة».
وأشار شالوم إلى أن «القدس بالنسبة إلى أي يهودي، ليست مجرّد المدينة ـــــ العاصمة، بل هي القلب النابض للشعب اليهودي، وهي رمز، ومحمية بموجب سياسة الحكومة الحالية والحكومات السابقة، ولن نتنازل عنها أبداً أبداً».
وفي نفي لما سُرِّبَ عن نتنياهو بالنسبة إلى القسم الشرقي المحتل من المدينة، أوضح شالوم أن «آراءنا مختلفة في العديد من المواضيع، لكنّ ثمة أمراً واحداً تتفق عليه غالبيتنا الساحقة من دون تردّد، وهو الحفاظ على القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل». وأضاف: «لا يوجد قدسان، بل قدس واحدة لن تكون أبداً موضع تسوية».
في المقابل، هاجمت زعيمة المعارضة ورئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، حكومة نتنياهو، متطرقة إلى السجال حول القدس بالذات. ورأت أنه «يجري الحديث كثيراً عن القدس الموحدة، وللأسف يجري استخدامها أحياناً لتقسيم الشعب بتحويلها من رمز الشعب اليهودي على مدار تاريخه، إلى شعار انتخابي».
وفي ما بدا أنه رفض لتعنّت حكومة «بيبي» إزاء اقتراحات أوباما، رأت ليفني أنه يمكن المحافظة على القدس «إذا لم نقل لا لكل شيء، وألا نتبنّى الرفض سياسةً والجمود أيديولوجية بسبب الخوف»، معربة عن ثقتها بإمكان «كسب تأييد العالم للأمور التي نراها هامة والتي بإمكاننا من خلالها الحفاظ على إسرائيل وطناً قومياً للشعب اليهودي ودولة ديموقراطية، تكون القدس عاصمتها الأبدية».
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مستشار لرئيس الوزراء، لم تذكر اسمه، لكنها كشفت أنه رافق «بيبي» في جولته الأميركية، وصْفه حل «الدولتين للشعبين»، بأنه «صبياني وغبي لمشكلة معقدة أكثر بكثير». في المقابل، وضع مصدر أميركي في حديث لصحيفة «هآرتس»، نتائج لقاء أوباما ـــــ نتنياهو حول الملف الإيراني، في خانة «التطابق في الآراء». أما في الشأن الفلسطيني، «فلم ننجح في موضوع حل الدولتين، ولم نتوصل إلى تفاهم على المستوطنات».
ولفت مسؤول إسرائيلي للصحيفة نفسها، إلى أن الأميركيين «يريدون أن نجمد المستوطنات ببساطة جداً»، متوقعاً خطوة إسرائيلية على مستوى المستوطنات خلال الأسابيع المقبلة «قد تسمح لنا بدفع التطبيع إلى الأمام حيال الدول العربية».
وبحسب المصادر نفسها، فإن الرئيس الأميركي يرى أن هذه مشكلة سياسية، ويعتقد أن عليه الظهور كمن ضغط على إسرائيل وانتزع منها تنازلات «لكي يبدو جيداً في نظر العالم العربي وأوروبا».
أما بالنسبة إلى نتنياهو، فهذه مشكلة عملية، لأنه متأكد من أنه إذا ما وعد بتجميد بناء المستوطنات تماماً، فإن كل إغلاق لشرفة في مدينة أرييل سيجعله يبدو كاذباً. ويكشف المقربون من «بيبي» أن الأخير سيحاول إنتاج صيغة تفي بوعد تجميد المستوطنات «من دون أن ينتحر سياسياً»، كالبناء إلى الأعلى، أو التمييز بين مناطق مسموح البناء فيها ومناطق يُجمَّد فيها توسيع البناء.